يقترب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، من الإعلان عن البلد المحتضن لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2025، بعدما تم سحب التنظيم من غينيا، لعدم جاهزية بنياتها التحتية، علما أن هناك ست دول ترغب في استضافة البطولة، ويتعلق الأمر بكل من المغرب، والجزائر، وجنوب أفريقيا، وزامبيا، والبنين ونيجيريا.
ويبقى المغرب الأبرز لاستضافة نسخة 2025، بعدما تلقى دعم العديد من الدول الإفريقية، التي ترى فيه أنه الأجدر لتنظيم الحدث، نظرا لما يتوفر عليه من ملاعب وبنيات تحتية، ناهيك عن لجوء العديد من المنتخبات إليه لخوض مبارياتها في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2024، جراء عدم جاهزية ملاعبها، وهو ما رحبت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال الأيام السابقة.
رفض دخول المنتخب المغربي المحلي للأراضي الجزائرية عبر رحلة مباشرة
لعل أول زلات الجزائر رياضيا، تتجلى في رفضها دخول المنتخب الوطني المغربي المحلي لأراضيها عبر رحلة مباشرة، بطائرة خاصة تابعة للخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة، للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية للمحليين، الذي توج به المنتخب السنغالي، بعد فوزه في المشهد الختامي على صاحب الأرض والجمهور بالضربات الترجيحية .
وكان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، ورئيس الاتحاد الدولي للعبة جياني إنفانتينو، شاهدين على عدم منح الترخيص لطائرة المنتخب للذهاب صوب الجزائر في رحلة مباشرة، من قبل السلطات هناك، حيث انتظرت البعثة الوطنية في المطار لساعات بغية الحصول على الترخيص، قبل أن تغادر إلى حال سبيلها أمام أنظار الوفد الإفريقي والدولي.
إقحام السياسة في الرياضة خلال حفل افتتاح “الشان”
واصل النظام الجزائري استغلال كل مناسبة حتى الرياضية منها، لتجديد التعبير عن عدائه للوحدة الترابية للمملكة، وذلك خلال حفل افتتاح بطولة كأس إفريقيا للمحليين “الشان”.
وبعدما أقدم على منع المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة من المشاركة في البطولة، عبر رفض الترخيص لانتقاله عبر رحلة مباشرة من الرباط إلى مدينة قسنطينة، استغل النظام الجزائري افتتاح البطولة لاستضافة حفيد مانديلا، المعروف بعدائه للوحدة الترابية للمملكة، وإعطائه الكلمة لمهاجمة المغرب.
هذا السياسي الجنوب إفريقي ومن على منصة افتتاح “الشان” دعا إلى الحرب على المملكة، حيث قال في كلمته “دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم”، حسب زعمه.
هذا الخطأ الذي كان أمام أنظار موتسيبي وإنفانتينو، من شأنه هو الآخر أن يبعد الجزائر عن تنظيم البطولة، خصوصا وأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قرر فتح تحقيق في التصريحات التي أدلى بها حفيد نيلسون مانديلا، مؤكدا أن ما جاء قبل المباراة الافتتاحية لا يعكس وجهات نظر جهاز “كاف”.
وفي هذا الصدد، قال “كاف” في بلاغ له، “وفقًا للنظام الأساسي واللوائح الخاصة به ولوائح الفيفا، يجب على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الامتناع عن الانخراط في السياسة والبقاء على الحياد في الأمور ذات الطبيعة السياسية”.
وأضاف “كاف”، في البلاغ ذاته، “أُطلع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على بعض البيانات السياسية الصادرة خلال حفل افتتاح بطولة الأمم الأفريقية طوطال إنرجي الجزائر 2022 يوم الجمعة 13 يناير 2023 في الجزائر العاصمة”.
وتابع المصدر ذاته، “هذه البيانات السياسية ليست خاصة بـ”كاف” ولا تعكس وجهة نظره أو رأيه كمنظمة محايدة سياسياً.
وختم “كاف” بلاغه بالقول، “سنجري تحقيقات لتحديد ما إذا كانت البيانات والأحداث السياسية لحفل الافتتاح تنتهك النظام الأساسي واللوائح الخاصة بـCAF وFIFA وإلى أي مدى. ستقدم تقرير النتائج التي تم التوصل إليها في الوقت المناسب”.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد نددت بـ”الممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة” التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، أمس الجمعة بالجزائر، بعد الخرق السافر للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد إلقاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت بأي صلة للشأن الكروي.
وجاء في بيان الجامعة أيضا، أنها تندد بالعبارات العنصرية الموجهة للجماهير المغربية المعترف بتحضرها وأخلاقها النبيلة عالميا من قبل الجماهير الحاضرة في مباراة الافتتاح.
وقال البلاغ “إنه راسل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم.
تجريد الطاقم الإعلامي للوداد الرياضي من معدات التصوير بمجرد وصوله إلى مطار الجزائر
قامت السلطات الجزائرية، بتجريد الطاقم الإعلامي للوداد الرياضي من معدات التصوير، فور وصول البعثة الودادية إلى مطار الجزائر، لمواجهة شبيبة القبائل، في ثاني جولات دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تتعامل السلطات الجزائرية مع الإعلام المغربي بصفة عامة بهذه الطريقة، حيث كانت قد منعت الإعلاميين الذين حلوا بالجزائر من دخول البلاد، لتغطية منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي نظمت هناك آنذاك.
واضطر الوداد الرياضي إلى السفر صوب الجزائر عبر تونس، في طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، ومن ثم تغييرها بأخرى تابعة للخطوط التونسية، للوصول إلى الجزائر، جراء غلق الحدود الجوية بين البلدين “الجزائر والمغرب” منذ سنة 2021.
تصرف السلطات الجزائرية دفع الوداد الرياضي، أن يطلب من جماهيره عدم متابعة المباراة التي خسرها أمام شبيبة القبائل، من مدرجات الملعب، وعدم الانسياق وراء أي استفزاز يضر بسمعة الكرة الإفريقية والمغرب أولا، وبطل إفريقيا والمغرب في المسابقة.
وأضاف الوداد الرياضي في بلاغ له، أنه يحرص على احترام بقاء المنافسة الرياضية في سياقها، دون إقحام أي عوامل أخرى فيها، داعيا جماهيره لعدم الانسياق وراء أي استفزازات تجر لخروج المباراة من سياق التنافس الرياضي، حسب ما تؤطره وتفرضه القوانين المنظمة للمسابقة.
وفي السياق ذاته، كان فصيل وينرز المساند للوداد، قد أعلن أنه تعذر عليه التنقل للجزائر لممارسة دوره المعتاد في مساندة ودعم الفريق، نظرا للعلاقة المتوترة وللأجواء السياسية المكهربة بين البلدين، والتي قد تعكر صفو تنقلهم وقد تسبب لأعضائهم بعض المشاكل هم في غنى عنها، حسب ما جاء في البلاغ.
وأضاف وينرز في البلاغ ذاته، أن هناك جهات قد تحاول استغلال هذا التنقل بشكل سلبي، لهذا ارتأوا عدم التنقل وتفادي أية مشاكل أخرى في العلاقة بين البلدين.
رفع العلم الجزائري دون المغربي قبل مباراة الوداد وشبيبة القبائل
قامت اللجنة المنظمة لمباراة شبيبة القبائل والوداد الرياضي، برفع علم الجزائر دون المغرب في ملعب 5 جويلية الذي استضاف مباراة الوداد وشبيبة القبائل قبل أن يتم إنزاله بتدخل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدما احتجت إدارة الوداد لدى “الكاف”.
وجاء اعتراض الوداد الرياضي، بعدما عرف الملعب غياب علم المغرب مقابل تواجد علم الجزائر، وهو ما يتنافى مع البروتوكول المعمول به من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المتعلق برفع علم البلدين المتنافسين أو عدم رفعهما في الأساس.
وطالبت إدارة الوداد الرياضي بتواجد العلم الوطني المغربي أو إنزال العلم الجزائري، وهو ما قامت به اللجنة المنظمة في آخر المطاف قبل انطلاق المباراة بساعة تقريبا، ليتم الاكتفاء بعلم البطولة و”الكاف”.
وفي الأخير، من شأن هذه الأخطاء الرياضية التي سقطت فيها الجزائر في الآونة الأخيرة، أن تبعدها من المنافسة على استضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، خصوصا وأن المغرب تألق ونجح في احتضان كأس العالم للأندية، بشهادة جياني إنفانتينو، وكل الفرق التي شاركت في البطولةً وكذا الصحافيين والجماهير التي كانت متواجدة في الرباط وطنجة.
المصدر: وكالات