معطيات لافتة بشأن انتشار الوعي بأهمية فرز النفايات وإعادة تدويرها في صفوف المغاربة تلك التي كشفها تقرير استطلاعي حديث، إذ أورد أن 94 في المائة منهم عبّروا عن استعدادهم لفصل البلاستيك عن النفايات العامة الأخرى ووضعها في حاوية مختلفة، مع تأكيد 62 في المائة منهم أنهم “مستعدون جدا” للقيام بذلك؛ غير أنه سجّل محدودية لجوء غالبية المواطنين كذلك إلى هذا الأمر، راصداً العوائق التي يفسّر بها هؤلاء هذه المفارقة.
وانبنى التقرير المعنون “بإعادة التدوير في المغرب: استطلاع لرأي المستهلكين لسنة 2023″، والمنجز في إطار مشروع “التحول إلى سلاسل قيمة الاقتصاد الدائري”، المشترك بين الاتحاد الأوروبي والحكومة الفنلندية، على دراسة استطلاعية استقصائية لرأي 1013 مغربيا مشاركا ينتمون إلى ست جهات من المملكة.
وذكر العمل الذي تتوفّر هسبريس على نسخة منه أن العائق الأكثر شيوعاً أمام إعادة التدوير في المغرب هو نقص الوقت، إذ صرّح 44 في المائة من االمستطلعين بأنه الحاجز الذي يحول دون فرزهم النفايات، فيما اعتبر 34 في المئة منهم أن هذا العائق يتمثل في ضيق المساحة في المنزل، مقابل تصريح 23 في المائة بأن عدم معرفتهم بما يجب القيام به على وجه التحديد هو ما يقف عائقا أمام فرزهم النفايات.
رغم ذلك كشفت نتائج الدراسة الاستطلاعية عينها “محدودية” انتشار فرز النفايات في المغرب، إذ صرّح 80 في المئة من المستجوبين (8 من كل 10 أشخاص) بأنه لم يسبق لهم “أبداً” أن قاموا بفرز نفاياتهم المنزلية، فيما يتوفّر 13 في المائة فقط من المستطلعين على حاوية مفصولة في منازلهم لأنواع مختلفة من النفايات.
وخلص معدو التقرير في الصدد ذاته إلى أن “التعرض للرسائل المتعلقة بإعادة التدوير والقلق بشأن البيئة، والتصور بأن الشركات لا تفعل ما يكفي من أجل البيئة، من العوامل ذات التأثير المحدود على المواقف والسلوكيات البيئية في المغرب حالياً”؛ إذ بيّنت نتائج الاستطلاع أن 87 في المائة من المشاركين “قلقون” بشأن تغير المناخ، و94 في المائة منهم موافقون على “أهمية التخلص من النفايات البلاستيكية ومعالجتها بشكل صحيح”.
وفي السياق عينه أبرز التقرير أن “من يعتقدون (من المستطلعين) بشدة أن الشركات لا تولي اهماماً كافياً للبيئة هم أكثر ميلاً ‘للموافقة بشدة’ على أهمية التعامل السليم مع النفايات البلاستيكية، إذ بلغت نسبتهم %79”.
وبحسب المصدر ذاته فإنه “من المرجح أكثر أن يقوم الأشخاص الذين سبق لهم أن شاهدوا أو سمعوا أو بحثوا عن معلومات حول إعادة التدوير بفرز النفايات”، لافتاَ في هذا الشأن إلى أن 66 في المائة فقط من المغاربة الذين يمتلكون هذه المعلومات ذكروا أنهم لم يفرِزوا النفايات “أبدًا” من قبل، مقارنةً “بـ83 في المائة من الذين لم يشاهدوا أو يسمعوا أو يبحثوا عن معلومات حول إعادة التدوير”.
منتقلاً إلى تسليط الضوء على مدى انتشار فهم إعادة التدوير والاقتصاد الدائري في المغرب كشف التقرير عينه أن 28 في المائة، أي أكثر من ربع المشاركين المستطلعين (1013 مغربيا)، سبق لهم أن شاهدوا أو سمعوا معلومات عن إعادة التدوير، مقابل عدم قيام 68 في المائة منهم بذلك.
ولفتت نتائج تقرير “إعادة التدوير في المغرب: استطلاع لرأي المستهلكين لسنة 2023” إلى أن 1 في المائة فقط من المغاربة المستطلعين صرّحوا بأنهم تلقوا معلومات عامة من الحكومة أو الجمعيات حول إعادة التدوير.
وبخصوص أهم المعلومات التي يعرفها المعنيون حول هذا الموضوع بيّنت نتائج الاستطلاع ذاته أن 46 في المائة منهم علموا أن المواد المُعاد تدويرها يتم جمعها بواسطة جامعي النفايات غير الرسميين (الميخالة)، والنسبة ذاتها تدري بوجود مراكز معالجة لإعادة التدوير في المغرب. بينما صرح 29 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم على علم بوجود سوق للمواد البلاستيكية المعاد تدويرها كمواد خام في المغرب.
وإجمالاً أفادت نتائج الاستطلاع عينه بسماع عشرة في المائة من المغاربة المستطلعين عن مصطلح “الاقتصاد الدائري”؛ فيما ترتفع نسبة الوعي بهذا المصطلح إلى 24 في المئة في صفوف المشاركين الذين سبق لهم أن سمعوا أو شاهدوا أو طلبوا معلومات حول إعادة التدوير.
على صعيد متصل أفاد التقرير ذاته باعتبار 21 بالمائة من المشاركين المغاربة عمل جامعي النفايات غير الرسميين (الميخالة) مفيداً وجيداً. فيما أبدى أقل من خمسهم (17 في المائة) قلقهم بشأن سلامة جامعي النفايات، مشيرين إلى أن “هؤلاء الأفراد يعرضون أنفسهم للخطر”، موزاةً مع دعوة النسبة ذاتها إلى تقنين عمل “الميخالة”، ودعمهم بمعايير عمل أو حماية أفضل.
المصدر: وكالات