بعد انصرام ستة أشهر على زلزال الثامن من شتنبر الماضي، الذي ضرب أزيد من 5 أقاليم في المغرب، أكدت المنظمة الدولية للإعاقة، في أحدث تقاريرها، أنها “ما تزال متواجدة بالميدان من أجل الاستجابة لاحتياجات المتضررين التي تظل نوعا ما مهمة، وذلك من خلال وحدات طبية متنقلة”.
وأبرزت المنظمة أن “المغرب بذل جهدا كبيرا في تلبية احتياجات المتضررين بالمناطق التي ضربتها الكارثة الطبيعية، غير أن جهود إعادة التأهيل في الجانب الصحي تصطدم بكون المراكز المتخصصة والأفراد المتخصصين يظلون متمركزين بالمدن الكبرى بشكل كبير”.
ولفت المصدر ذاته إلى أن “بعض المرضى الذين جرى نقلهم إلى مستشفيات عادوا إلى مساكنهم، مما أدى إلى عدم ضمان استمرارية الرعاية”، مضيفا أن “حالات بتر الأطراف نادرة جدا، وما نشهده بهذه المناطق هو بعض الكسور المعقدة التي ما تزال تسبب الآلام للمصابين بها على الرغم من معالجتها”.
التقرير المعنون بـ”زلزال المغرب: التركيز على إعادة التأهيل بعد الكارثة”، أورد على لسان هيلين نيغاي، المرجع الفني لإعادة التأهيل بالمنظمة، أن “الاحتياجات ما تزال كبيرة في هذا الصدد، حيث يتطلب هذا النوع من الأمراض رعاية من نوع خاص”، مبرزا أن “التحدي هو مقابلة كل الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية بشكل صحيح لتجنب إعاقة دائمة”.
وذكر تقرير المنظمة الدولية أن “التحدي كذلك هو تخفيف الألم عن أولئك الذين لم يتلقوا الرعاية بشكل صحيح لتجنب الإعاقات الدائمة وتوفير أدوات مساعدة لهم على الحركة، من عكازات وعصي، حيث إن المعدات المساعِدة على التنقل التي يستخدمونها تظل عادة قديمة بعض الشيء، في وقت يتم فيه كذلك الاكتفاء من قبل المصابين بما في متناولهم دون متابعة أو تعليمات دقيقة”.
وأشارت الوثيقة عينها إلى أن “ظروف العيش تضغط بشدة على المصابين بالنظر إلى تضرر منازلهم، وبالتالي يؤثر عدم الشعور بالراحة وبرودة الطقس على تعافي هؤلاء من الإصابة، كما تؤثر طبيعة البنية التحتية على الاستشفاء، بالنظر إلى أن التدخلات الاستعجالية للمتخصصين تقتضي توفر خصوصيات معينة”.
وأكدت هيلين نيغاي، وفقا للتقرير سالف الذكر، أن “مرضى ومصابين بمناطق الزلزال يجدون صعوبة في التكيف مع وضعهم الجديد بافتقادهم للمنازل، حيث يجدون صعوبة في الحركة، زيادة على أن مشكل البنية التحتية الطرقية يزيد من عزلة مصابين ويصعب من عمليات تقديم الرعاية لهم”.
وبينت المنظمة الدولية للإعاقة، التي تنشط في عدد من دول العالم، بما فيها المغرب، أنها “ما زالت تشتغل في الميدان في ثلاثة أقاليم متضررة من الزلزال، هي تارودانت وشيشاوة والحوز، مع كل من الشبكة المغربية للتأهيل المجتمعي وجمعية الهجرة والتنمية، حيث تكون التدخلات من خلال فرق طبية متنقلة تضم اثنين من المتخصصين في العلاج الطبيعي وثلاثة من الوكلاء المتخصصين في الجودة”.
المصدر: وكالات