رصد تقرير حديث لمجلة “أوراسيا ريفيو” الأسيوية ابتعاد المملكة المغربية، إلى جانب دول اتفاقات أبراهام، عن توطيد العلاقات مع إسرائيل على خلفية استمرار حربها على قطاع غزة.
تقرير المجلة الأسيوية، المعنون بـ”كيف تضر أزمة غزة بالمصالح الأمريكية”، بيّن أن ” هجوم حماس على تل أبيب أدى إلى تحطيم عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية؛ في مقدمتها المملكة المغربية، التي اضطرت إلى النأي بنفسها عن مسألة وجود علاقات جيدة مع إسرائيل”.
وأضاف التقرير ذاته أن “العواقب طويلة المدى لهذا الهجوم تشمل صراعا إسرائيليا فلسطينيا أعمق، والمزيد من العنف، وفرصة أكبر للفشل في جهود السلام المستقبلية، حيث إن العلاقات المتوترة بين إسرائيل والدول العربية تجعل التطبيع المستقر للعلاقات صعبا بشكل متزايد”.
وأوردت الوثيقة عينها أن “رؤية بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نحو الشرق الأوسط تعرقلت بشكل واضح مع استمرار الحرب، خاصة مع تزايد كراهية المجتمعات العربية لتل أبيب”.
وبخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبرت مجلة “أوراسيا ريفيو” الأسيوية أن “واشنطن توجد في وضع حرج بين التوفيق في إمكانياتها لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا واستمرار أزمة غزة، فضلا عن ضغط الصين على تايوان؛ الأمر الذي ينذر بتصاعد قوة موسكو وبيكين، في حين ستضعف الولايات المتحدة الأمريكية وجهودها في تعزيز السلام بين تل أبيب والدول العربية، خاصة اتفاق التطبيع مع السعودية”.
وفي هذا الشق، أفادت “أوراسيا ريفيو” بأن “طوفان الأقصى” بيّن قوة كبيرة لـ”حماس” غير متوقعة وألحقت أضرارا بإسرائيل أكثر من أي وقت مضى، حيث قتل آلاف الجنود وسقطت آلاف الصواريخ على إسرائيل؛ مما أجبر البلاد على إعلان حالة الحرب. وهذه الحالة تنذر بالخطر، إذ يمكن أن تتصاعد إلى حرب إقليمية مع جهات فاعلة متعددة وتزيد من معاناة المدنيين الأبرياء من كلا الجانبين”.
“لقد أصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى مصدر قلق عالمي، حيث يحاول قادة العالم وقف تفاقم الأزمة والسعي إلى حل سلمي، نتيجة وتأثير هذه الأزمة غير مؤكدة؛ لكن بعض المحللين، الذين استكشفوا كيف تؤثر على ديناميكيات القوة بين الدول الكبرى وآفاق الشرق الأوسط الجديد والتحديات التي تواجه إدارة بايدن، يتفقون على أن استمرار هذه الحرب يضر بمصالح الولايات المتحدة والغرب، وخاصة على مستوى جهودها مع الدول العربية”، قالت المجلة.
وأضافت المجلة أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعيش على وقع استغلال سياسي للأزمة في غزة، خاصة من قبل الجمهوريين الذين بدؤوا ضغطهم على إدارة بايدن في دعمها لإسرائيل، إذ يجد الرئيس الأمريكي نفسه اليوم في وضع صعب في التوفيق بين حرب أوكرانيا وغزة؛ ما يرفع أسهم أعدائه مثل ترامب”.
وسجل التقرير أن “التساهل مع إيران، إحدى أهم الطرق التي يضغط بها ترامب على إدارة بايدن، الأخيرة التي تتهم من قبله بتوفير الظروف المواتية لطهران لشن هجوم على الحليف التاريخي لتل أبيب في الشرق الأوسط”، خالصا إلى أن “الحرب في غزة، وعلى الرغم من غياب متابعة كبيرة للجمهور الأمريكي للسياسة الخارجية لواشنطن؛ فإن صور القتلى المنتشرة سيكون لها تأثير قوي على مسار انتخابات 2024”.
المصدر: وكالات