لازالت قضية المواطن الفلسطيني نسيم خليبات المعتقل بالمغرب والذي تطالب إسرائيل بتسلمه، تثير جدلا كبيرا بعد مناشدة العديد من المنظمات الحقوقية المغربية للسلطات المغربية بعدم تسليمه. آخر معطيات هذه القضية تشير إلى أن وفدا قضائيا مغربيا زار مؤخرا رام الله للتحقق من وضعية هذا الشاب نسيم المعتقل في سجن سلا منذ يناير الماضي. فما قصة نسيم خليبات ولماذا تريد إسرائيل تسلمه؟
في دجنبر 2022، أصدرت السلطات الإسرائيلية مذكرة اعتقال ضد الفلسطيني نسيم خليبات، بتهمة حمل السلاح بطريقة غير قانونية ومحاولة تفجير ممتلكات عمومية، وهي تهم تصل عقوبتها إلى ما لا يقل عن 15سنة سجنا.
خليبات شاب أعزب من مواليد 2002، يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويعتبر من عرب 1948 المقيمين داخل ما يسمى الخط الأخضر.
تعود وقائع القضية إلى أواخر سنة 2021، حين عمل خليبات رفقة شخصين أحدهما من أقاربه، علي وجعفر، على التخطيط لتفجير مبنى لمكتب صحي في مدينة الناصرة.
وحسب الرواية الإسرائيلية، فإنه فعلا تم وضع قنبلة وتفجيرها عن بعد ما تسبب في تدمير واجهة المبنى. وتمكن منفذو العملية من الفرار، لكن التحقيقات قادت حسب صحيفة “جون أفريك” الفرنسية، إلى اعتقال علي وجعفر، في 8 مارس 2022 فيما فر نسيم في 9 مارس أي في اليوم الموالي لتاريخ الاعتقال، إلى دبي ومنها إلى تركيا ثم إلى المغرب، حيث اعتقل بمطار مراكش في يناير 2023 بناء على نشرة حمراء، ومذكرة بحث دولية صدرت عن السلطات الإسرائيلية.
وفي 23 يناير تم إيداعه في سجن سلا، وأخبرت السلطات المغربية نظيرتها الإسرائيلية باعتقاله، حسب تصريح محاميه نيك كوفمان، الذي نقلته عنه “جون أفريك”.
وفي 19 فبراير وجهت وزارة العدل الإسرائيلية طلبا إلى نظيرتها المغربية قصد مباشرة إجراءات ترحيل خليبات، لكنها لم تتلق ردا لحد الآن.
وكان وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وقع مع وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، اتفاقية في يوليوز 2022، تخص التعاون لتحديث منظومة العدالة ورقمنة الخدمات القضائية، وكذلك في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، لكن لم يتم توقيع اتفاقية لتسليم المجرمين، ما يعني أنه لا يوجد إطار قانوني لتبادل تسليم المجرمين، إلا إذا تم الاعتماد على التعاون المتبادل في مجال الترحيل، في سياق التفاهمات والاتفاقيات التي تم إبرامها بين البلدين.
وكان الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان وجه رسالة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش لطلب التدخل العاجل للحيلولة دون تسليم المواطن الفلسطيني إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
كما راسلت الكتابة التنفيذية للائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان رئيس لجنة مناهضة التعذيب، بجنيف قصد التدخل العاجل لدى الدولة المغربية لحثها على عدم تسليمها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي المواطن نسيم خليبات وانه عكس ذلك سيشكل انتهاكا منها للحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي لهذا المواطن الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية، وتنكرا من المغرب لالتزاماته الدولية.
المصدر: وكالات