غير بعيد عن زخم زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون، مرافقا بوفد رفيع، إلى المغرب طيلة 3 أيام، جاءت مذكرة تفاهم جديدة بين المغرب وفرنسا من أجل “تطوير البحوث والتكنولوجيا والابتكار الفلاحي”، أعلن عن توقيعها كل من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، عبر فرعها “OCP Nutricrops”، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، والمنظمة الفرنسية البيْمهنية للحبوب “Intercéréréales-France”، و”Arvalis” (أكبر منظمة للبحوث الزراعية التطبيقية في فرنسا)، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال البحث الزراعي والتنمية الزراعية.
وتشكل مذكرة التفاهم التي “تمثل إطارا للتعاون”، حسب معطيات بلاغ مشترك توصلت به هسبريس، “مرحلة مهمة في التعاون بين هذه المؤسسات الأربع، حيث تساهم كل منها بخبرتها الفريدة في مجالات الزراعة والبحث والتطوير التكنولوجي والابتكار”.
مشاريع مبتكرة تواجه التحديات الزراعية
حسب المعطيات الرسمية، يتمثل الهدف الرئيسي من هذه الاتفاقية في “دراسة وتطوير مشاريع بحثية مشتركة تركز على صحة/سلامة التربة وخصوبتها، والزراعة الدقيقة، وإدارة وتدبير المياه، والتكيف مع تغير المناخ”.
وتشمل المشاريع المتوخاة في إطار هذه الاتفاقية، “تبادل الخبرات والمعرفة العلمية حول الممارسات الزراعية المستدامة، فضلاً عن تطوير حلول تتكيف مع التربة المحلية والظروف الزراعية–الإيكولوجية”، فيما شدد الطرفان أيضا على “التزامِهما بتنظيم فعاليات واجتماعات وتدريبات لتعزيز الزراعة مرتفعة الإنتاجية ومنخفضة الكربون”.
“الأمن الغذائي والزراعة المستدامة”
تعليقا على مذكرة التفاهم، قال يوسف الباري، الرئيس المدير العام لشركة “OCP Nutricrops”، إن “هذا الاتفاق يشكل فرصة فريدة من نوعها للجمع بين نقاط قوتنا لمواجهة التحديات العالمية للأمن الغذائي والاستدامة”.
بدوره، أبرز هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أنّ “الابتكار والبحث يَظلَّان في صميم استراتيجيتنا التنموية”، مضيفا: “من خلال الجمع بين مهاراتنا ومهارات المؤسسات الثلاث، فإننا نعزز قدرتنا على تطوير حلول مستدامة لمواجهة التحديات الزراعية في عصرنا، مع تعزيز زراعة وفلاحة مسؤولة تحترم البيئة“.
عن الجانب الفرنسي، أكد بينْوا بياتريان، رئيس مجلس إدارة المنظمة المهنية للحبوب “Intercéréales-France”، أهمية هذا التعاون، قائلا: ”بفضل هذه الشراكة، ستتمكن صناعة الحبوب الفرنسية من الاستفادة من خبرات مختلف الشركاء في مجال البحث والابتكار وتغذية النباتات ومعرفة مناخ البحر الأبيض المتوسط. ومن ثم، ستكون في وضع أفضل لتكييف زراعة الحبوب مع تقلبات المناخ. وهذا تحدٍ كبير لمستقبل الزراعة والصناعات الغذائية الزراعية على المدى الطويل”.
وقال جان مارك شوارتز، رئيس مجلس إدارة شركة “Arvalis”: ”بفضل خبرتها في الهندسة الزراعية وتغذية النبات، تلتزم Arvalis، إلى جانب شركائها، بدراسة جميع الوسائل التقنية الممكنة لتلبية الحاجة المتزايدة للغذاء في سياق تغير المناخ”.
يشار إلى أن منظمة “Intercéréréales-France” هي المنظمة البَيْمهنية التي تمثل مهنيي الحبوب في فرنسا. بينما تعدّ “OCP Nutricrops” شركة تابعة لمجموعة “OCP”، وهي مسؤولة عن تطوير حلول تغذية التربة لمواجهة التحديات العالمية لإنتاج الأغذية واستدامتها.
وتوفر الشركة للمزارعين المغاربة “مجموعة واسعة من الحلول عالية الجودة والمنتجة بشكل مستدام والمخصَّصة لسلامة التربة وتغذية النباتات القائمة على الفوسفاط، وتشجع على اعتماد الممارسات الزراعية المتقدمة من خلال التعاون مع المهندسين الزراعيين والخبراء في جميع أنحاء العالم”.
المصدر: وكالات