كان لافتا خلال زيارة فرناندو غراندي مارالاسكا، وزير الداخلية الإسباني، إلى المغرب، حديثه عن “وجود تراجع بنسبة 41 بالمائة” في معدل الهجرة السرية نحو سبتة ومليلية المحتلتين، وهو مؤشر يأتي بعد تضاعف ملحوظ في جهود البحرية الملكية.
في بداية عام 2024، وطيلة سنة 2023 الماضية، كانت البحرية المغربية “صمام أمان” لدى الدول الأوروبية، في مقدمتها إسبانيا، من أعداد وفيرة من المهاجرين السريين، ما يبين أهمية الالتزام المغربي في هذا الصدد.
الإشادة الإسبانية التي جاءت على لسان مارالاسكا، تبين بوضوح، وفق خبراء، “تصاعد الجهود المغربية في مكافحة الهجرة السرية القادمة بالأساس من دول جنوب الصحراء، التي ما تزال تعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية هشة”.
عبد الفتاح الزين، منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، قال إن “هذا الرقم يؤشر بشكل واضح على وجود جهود مغربية قوية في الآونة الأخيرة من خلال صد عمليات العبور”.
وأضاف الزين، في تصريح لهسبريس، أنه “على الرغم من أن الرقم المعلن يأتي من جهة رسمية إسبانية، إلا أنه واضح كونه غير شامل ولم يلتقط المسارات الكاملة والأعداد الوفيرة للمهاجرين التي تحاول الوصول إلى إسبانيا وترهق بشكل مستمر القوات الملكية البحرية”.
وبيّن منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية أن “الزيارة كشفت أيضا أن البلدين مستمران بشكل واضح في استثمار تقارب العلاقات بينهما على جميع المستويات لكبح عمليات الهجرة السرية”.
وذكر أن “الجانب الأمني حقق بكل صراحة الكثير من التقدم في مجال مكافحة الهجرة السرية بين إسبانيا والمغرب، لكنه ما يزال ضعيفا أمام الحل الآخر، وهو معالجة أسباب الهجرة من المنبع”.
وأشار منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية إلى أن “انخفاض هذا الرقم يسلط الضوء على الجهود المغربية بكل تأكيد، لكنه يعيد التذكير بأن المملكة لا يمكن أن تشتغل وحدها في هذا الملف دون وجود جهود مشتركة مع الجانب الأوروبي لإصلاح الأعطاب من دول المنبع”.
من جانبه، سجل خالد مونا، خبير في قضايا الهجرة، أن “الرقم الذي أعلن عنه وزير الداخلية الإسباني، يؤشر على أن تكثيف المراقبة المغربية على ثغري سبتة ومليلية وجزر الكناري أعطى أكله”.
وأورد مونا، في تصريح لهسبريس، أن “استمرار محاولات الهجرة في هذا الوقت يواصل الاصطدام بالمراقبة المشددة للغاية، التي يرافقها ضغط إعلامي كبير”.
وقال إن “المهاجرين بدؤوا بعد تشديد المراقبة في البحث عن منافذ أخرى، فقرروا التوجه إلى الأقاليم الجنوبية، غير أنهم يصطدمون مجددا بالمراقبة المغربية والإسبانية المشتركة”، لافتا إلى أن هذا الأمر “دفع بهم إلى التوجه نحو دول أخرى، على غرار تونس”.
وحول استخدام الرحلات الجوية للهروب إلى إسبانيا، شدد الخبير في قضايا الهجرة على أن “هذا الأمر مستبعد تماما، وبالإمكان أن يكون عن طريق دول أخرى مثل تركيا، أما من المغرب، فغير ممكن بتاتا”.
المصدر: وكالات