أعلنت وزارة الداخلية المغربية تسجيل حوالي 164 قضية مرتبطة بحيازة واستهلاك وترويج مخدر “البوفا” خلال الفترة الممتدة من يناير حتى متم شتنبر الماضي، مؤكدة عملها على تشديد المراقبة على الأماكن العمومية التي ترتادها فئات الشباب والقاصرين والنقط السوداء المعروفة بترويج وتهريب المخدرات.
وقال عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، في جواب كتابي عن سؤال برلماني في موضوع “انتشار آفة البوفا في المجتمع”: “أسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها المصالح الأمنية بمجموع التراب الوطني، خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية عن تسجيل حوالي 164 قضية مرتبطة بحيازة واستهلاك وترويج مخدر ‘البوفا’، مع حجز أزيد من 6,6 كلغ منه”.
وأوضح الوزير، مُجيبا النائبة البرلمانية عضو الفريق الحركي لطيفة اعبوث، أن “المصالح الأمنية والسلطات المحلية تبذل جهودا متواصلة في مكافحة ومحاربة جميع أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية والجرائم المرتبطة بها، بما في ذلك المستجد منها مثل ‘البوفا’ و’الكراك’”.
وأكد المسؤول الحكومي الوصي على قطاع الداخلية في حكومة عزيز أخنوش أن هذه الجهود تبذل “نظرا لخطورة هذه الآفة (البوفا) وما تشكله من تحديات أمنية ومخاطر إجرامية تمس بالأمن والنظام العامين”.
وأضاف وزير الداخلية، في وثيقة الجواب الكتابي عن سؤال الفريق الحركي بمجلس النواب، أن “المعالجة الأمنية لهذه الظاهرة والجرائم المرتبطة بها تنطلق من إستراتيجية ترتكز على تقليص العرض والطلب من خلال تشديد المراقبة على الأماكن العمومية التي يرتادها الشباب والقاصرون والنقط الحساسة المعروفة كمناطق للترويج وتهريب المخدرات، والمكافحة الصارمة والمستمرة لتجار ومروجي المخدرات”.
كما تشمل هذه الإستراتيجية، التي تحدّث عنها عبد الوافي لفتيت، “التحسيس بمخاطر تعاطي المخدرات، خاصة في أوساط تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة”.
وكانت دراسة تحليلية، من إنجاز المرصد الوطني للإجرام، نشرت في شتنبر الماضي، كشفت أن عدد الموقوفين على خلفية قضايا تتعلق بترويج واستهلاك مخدر “البوفا” بلغ حوالي 1044 شخصا بين سنتي 2022 و2024، 792 منهم بالوسط الحضري و252 بالوسط القروي.
وفي هذا الصدد أفادت الدراسة الصادرة عن الجهة التابعة لوزارة العدل بأنه جرت خلال الفترة المذكورة معالجة 878 قضيةً أسفرت عن مصادرة أكثر من 18 كيلوغراما من هذه المادة.
وبالاستناد إلى المعطيات التي وفرّتها المصالح الأمنية بالمغرب ذكر المرصد الوطني للإجرام، في دراسته التحليلية، أن “عدد الوفيات الناتجة عن استعمال هذا ‘المخدر الرخيص’ بلغ 3 وفيات، من بينها أنثى واحدة”.
وتكونت غالبية الموقوفين، وفق المصدر نفسه، من العاطلين والعزاب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 سنة، والمتوفرين ـ على الأقل ـ على تعليم أساسي.
ويهدد مخدر “البوفا”، وفق أطباء تحدّثوا لهسبريس، في وقت سابق، المدمنين عليه بتدمير صحتهم، وصولا إلى دفعهم نحو خطر الجريمة والموت المفاجئ.
المصدر: وكالات