بعد التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها العديد من ربوع المملكة خلال شهر مارس الماضي عادت السماء لتجود بالغيث على البلاد والعباد في أبريل الجاري، مخلفة حالة ارتياح في نفوس قطاع واسع من الفلاحين الذين يتوقعون تسجيل موسم جيد في منطقتي الغرب واللوكوس.
وشهدت الحالة الجوية نهاية الأسبوع الجاري تغيرا وسط توقعات هطول أمطار مهمة في مناطق عديدة من المغرب انطلاقا من اليوم السبت، تتراوح مقاييسها ما بين 25 و40 مليمترا.
وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تعرف الحالة الجوية تغييرا ملحوظا، ناتجا عن اقتراب منخفض جوي من المغرب مقرون بكتلة هوائية باردة في الأجواء العليا، ستؤدي إلى تشكل سحب غير مستقرة يتوقع أن تعطي زخات رعدية.
ومن أهم المناطق المرتقب أن تشملها الأمطار الرعدية الأطلس الكبير والأطلس المتوسط ومناطق الريف وسايس، في وقت يرتقب تصل حتى إلى السهول الشمالية الغربية والمناطق الشرقية وكذلك الواجهة المتوسطية وجنوب شرق المملكة، وفق إفادات سابقة نقلتها الجريدة عن مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد.
في هذا الإطار يقول أحمد المولات، أحد فلاحي إقليم العرائش، إن التساقطات المرتقبة “ستكون مهمة وحاسمة بالنسبة للموسم الزراعي، خاصة الزراعات الربيعية”.
وأضاف المولات، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “الأمطار ستضمن لنا الموسم الزراعي، وستفيد بشكل كبير الشمندر السكري والفاصوليا والذرة ونوار الشمس والفصة وغيرها من الزراعات الربيعية”، معتبرا أنها “لو جاءت بكميات كبيرة فستخلف أضرارا بالنسبة للحبوب والحمص”.
واستدرك الفلاح ذاته: “على العموم المطر معه الخير دائما، ونتمنى أن نحقق موسما زراعيا أفضل من السنة الماضية التي أثرت فيها التساقطات المطرية المتأخرة على الحبوب وأفسدت الكثير من الحقول”، داعيا الفلاحين إلى الاستعداد المبكر لـ”حصد الحبوب حتى لا يتكرر سيناريو السنة الماضية”.
من جهته قال الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا إنه “بالمقارنة مع السنة الماضية عرفت السنة الحالية تساقطات مطرية مهمة رغم أنها جاءت متأخرة”، مؤكدا أن التأخر أثر على مرحلة حساسة من عمر النبتة، وهي الإنبات.
وأفاد أوحتيتا، ضمن تصريح لهسبريس، بأن “هناك من الفلاحين من تأخروا في الزرع ومن أعادوا الزراعة مرة ثانية، بمناطق مثل الرحامنة ودكالة وعبدة”، مؤكدا أن “الأهم هو أن التساقطات المسجلة أخيرا جنبت المغرب الدخول في الفترة الأخطر من الجفاف، وهي جفاف التربة”.
وتابع الخبير ذاته: “التساقطات المطرية في أبريل الجاري سبقتها موجة من الحرارة رفعت من نسبة تبخر المياه المخزنة في التربة؛ بمعنى أن الأمطار ستفيد التربة وستعيد إليها رطوبتها”.
وزاد أوحتيتا: “الحبوب فيها ما تأثر بالجريحة، التي والحمد لله لم تكن فترتها طويلة، لكن مازالت أمامها الفرصة للاستدراك واسترجاع عافيتها”، مشددا على أهمية التساقطات المطرية التي ستعرفها البلاد هذا الشهر.
كما أشار المتحدث ذاته إلى أنه “مع الوضع الحالي لم نعد نقيس الجفاف بالموسم وإنما بالأسبوع والشهر، فيمكن أن نتحدث عن الجفاف وتأتي الأمطار، والعامل المحدد هو عمر النبات”، مردفا: “تساقطات مارس الماضي أنقذت الموقف، ويمكن أن يكون الإنتاج أقل من المتوسط بقليل”.
وختم الخبير نفسه بأن “التساقطات القادمة مهمة بالنسبة للنباتات وستقلل من الأمراض ونحن في المرحلة الأخيرة من الموسم الزراعي، إذ ستقلل من الفطريات التي تصيب النباتات والزراعات الربيعية بشكل خاص”.
المصدر: وكالات