حجزت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، مساء اليوم الجمعة، ملف حسن التازي ومن معه للمداولة قصد النطق بالحكم في آخر الجلسة. في ملف عمر لأزيد من سنة في ردهات المحكمة، كما أنه يثير الرأي العام الوطني.
حسن التازي الذي يواجه تهما عديدة، رفقة زوجته وشقيقه، أثقلها تهمة الاتجار بالبشر، حاول ضمن كلمته الأخيرة إقناع القاضي، ببراءته وبراءة زوجته، على غرار باقي المتهمين الذي يبلغ عددهم في هذا الملف ثمانية.
وبعد تلاوة طبيب التجميل الشهير سورة الفاتحة، واصفا إياها بصورة الرحمة، وجه شكره إلى نائب الوكيل العام، وعزا سبب ذلك إلى « أن النيابة العامة قالت فينا كلاما جميلا ».
وأوضح « أن النيابة العامة ذكرت في الجلسات السابقة أنه طبيب متميز »، ويتابع ضمن كلمة مطولة، « لم تخطئ في هذه الكلمة، كنت طبيبا متميزا في سنة 1918، كنت فعلا طبيبا متميزا في العالم العربي ».
وعلق التازي على عبارة كان قد ذكرها نائب الوكيل وهي أن هذا الطبيب « يحاكم في هذا الملف كمسؤول عن رعيته ».
وأضاف « جميل جدا، أقول أنا مسؤول عن رعيتي، أي عن هذه المرأة »، يشير هنا إلى زوجته المعتقلة في هذا الملف، يتابع « كلما قيل اسمها يذكر أنها زوجة التازي… هي زوجتي ويسعدني أن أكون راعيها وهي أم لأولادي… ».
وأورد ضمن السياق نفسه « في كلمة طيبة تنحصر فقط في عائلتي الصغيرة أما في المصحة أنا مسؤول عن كل ما هو طبي وفقا للقانون ».
ووجه التازي عبارات الشكر والامتنان إلى القاضي، مخاطبا إياه، بالقول « احكموا بالعدل… اعدلوا… لقاؤنا لا بد منه « . وخاطبه كذلك بالقول « ألم أستحق البراءة أنا وزوجتي، من جلالة الملك، ومن قضاته »، » أنا ألتمس البراءة، وأطلب من هيئة الحكم إذا استحقيت البراءة يعطوها لي ».
كانت كلمة التازي الأخيرة مطولة وأحيانا مشتتة، ليضطر القاضي التدخل بالقول « حديثك ذو شجون لكن لا بد من الختم »، وهنا قال « اترجى شفاعتكم ورحمتكم لأنكم تعلمون أن رحمة الله سابقة ولو كنا أخطأنا « .
واستدل حسن التازي بآيات قرآنية وأدعية على غرار باقي المتهمين ضمن كلمتهم الأخيرة.
ومن جهتها، شددت زوجة حسن التازي مونية بنشقرون على براءتها، وذرفت كثيرا من الدموع وهي تدلي بكلمتها الأخيرة.
وقالت إنها « بريئة من جميع التهم من أكبرها إلى أصغرها »، وأضافت، « ما شفت ما توصلت… ما خبروني… أنا بعيدة عن المصحة، لم أعط أية تعليمات ».
وأوضحت مونية أنها « مجرد زوجة التازي فقط. لا حول لها ولا قوة »، متوسلة هيئة الحكم بإنصافها.
وتابعت « افتقدت ابني ووالدي، وأنا في السجن… أنا أحمد الله وأشكره على كل حال ».
ولفتت إلى »تشتت أسرتها وأحوال أبنائها ووضعها الصحي »، وقالت مخاطبة القاضي بنبرة باكية » نتوما قلتم إنني أمانة عندكم… أنا بريئة… تعذبت… وشُتتت حياتي وولادي وراجلي… لا أستحق كل هذا… أنا تحت رحمة الأدوية والمهدئات ».
بينما لم يستطع عبد الرزاق التازي شقيق حسن التازي الطاعن في السن إتمام كلمته الأخيرة؛. فلم يغالب دموعه صارخا » سيظهر الحق وسيزهق الباطل »، ردد هذه العبارة كثيرا وهو يبكي.
شدد على غرار باقي المتهمين بأنه لا علاقة له بأي تهمة منسوبة إليه لا من بعيد ولا من قريب. واعتبر سجنه ظلما، وقال إنه كبش فداء. بل وأضاف، أنه مظلوم وأصبح جثة بدون رأس، ولا عين، ولا يد.
المصدر: وكالات