أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال مقابلة تلفزيونية بثت الأحد، تمسكه بتعهداته الانتخابية التي أثارت جدلًا واسعًا، مشددًا على تنفيذ خطط لفرض رسوم جمركية صارمة، وترحيل المهاجرين غير المسجلين، مع طرح فكرة انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار ترامب، الذي يستعد لتولي منصبه بعد ستة أسابيع، إلى أن دعمه لأوكرانيا قد يتراجع، ملمحًا إلى احتمال وقف المساعدات التي تعتمد عليها كييف في مواجهة الغزو الروسي. وأضاف أنه سينظر بسرعة في إصدار عفو عن أنصاره الذين سُجنوا بسبب اقتحامهم مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 عقب خسارته الانتخابات أمام جو بايدن.
في المقابلة التي أجرتها كريستين والكر لبرنامج “واجه الصحافة” على قناة “إن بي سي”، وأُذيعت بعد اجتماعاته مع رئيسي فرنسا وأوكرانيا بباريس، أكد ترامب أنه قد ينسحب من “الناتو” إذا لم يسدد الحلفاء “فواتيرهم” ويظهروا التزامًا ماليًا عادلًا تجاه الولايات المتحدة. وأوضح أن بقاء أمريكا في الحلف يعتمد على ما إذا كانت ستحصل على معاملة “منصفة”، غير أنه لم يستبعد احتمال الانسحاب بالكامل.
وفيما يتعلق بالتجارة، أعاد ترامب التأكيد على خططه لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية والبضائع القادمة من شركاء تجاريين رئيسيين مثل كندا والمكسيك، معتبرًا الرسوم الجمركية “أداة قوية جدًا” عند استخدامها بحكمة، رغم عدم ضمانه تجنب ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.
وعلى صعيد الهجرة، أعلن ترامب عزمه المضي قدمًا في تنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير المسجلين، واصفًا هذه الخطوة بـ”الصعبة ولكن الضرورية”. كما أكد رغبته في إنهاء الحق الدستوري بالحصول على الجنسية بالنسبة للأشخاص الذين يولدون بالولايات المتحدة، مشيرًا إلى استعداده للتفاوض مع الديمقراطيين بشأن وضع “الحالمين” الذين دخلوا البلاد كأطفال.
وفي تحرك مثير للجدل أشار ترامب إلى إمكانية ترحيل مواطنين أمريكيين إذا كان أفراد من أسرهم يقيمون بشكل غير قانوني، مؤكدا أن “الطريقة الوحيدة لعدم تفكك الأسرة هي إعادتهم جميعًا”.
ورفض ترامب مجددًا الاعتراف بخسارته في انتخابات 2020، مشيرا إلى أن أعضاء الكونغرس الذين حققوا معه “يجب أن يذهبوا إلى السجن”. ورغم إشارته إلى “حقه المطلق” في مقاضاة معارضيه السياسيين، أكد أنه يفضل التركيز على قضايا مثل النمو الاقتصادي والهجرة غير الشرعية ليكون “الانتقام من خلال النجاح”.
تصريحات ترامب تعكس تصميمه على تنفيذ أجندة مثيرة للجدل قد تعيد تشكيل السياسة الأمريكية داخليًا وخارجيًا، مع إثارة تساؤلات حول تأثير هذه السياسات على العلاقات الدولية والوضع الداخلي للولايات المتحدة.
المصدر: وكالات