يحتضن المغرب للمرة الأولى مناورات « الرعد الغامض » العسكرية في نسختها الثانية، التي احتضنتها رومانيا السنة الماضية.
ويشارك في هذه المناورات العسكرية التي تأتي عقب اختتام مناورات الأسد الإفريقي، عسكريون من ألمانيا وبولندا، ومراقبون عسكريون من إيطاليا والتشيك، بمشاركة الولايات المتحدة. وهي المناورات التي تجري ما بين 05 و 16 غشت الجاري.
وفقا للباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، محمد شقير، تتميز استضافة المغرب لمناورات « الرعد الغامض، بالأهمية العسكرية التي يتمتع بها ضمن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة الأورو إفريقية. وهي المنطقة التي باتت تشكل للولايات المتحدة، منطقة حساسة ينبغي الحفاظ على استقرارها خاصة في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية، وتداعيات التهديدات المتولدة عن عدم الاستقرار في شمال أفريقيا ودول الساحل.
ويرى الباحث شقير، أن إشراك المغرب في مناورات عسكرية من هذا النوع يعكس ثقة القيادة العسكرية الأمريكية في قيام المملكة بتنظيم مناورات عسكرية بشكل محكم، وهو الشيء الذي خبرته من توالي تنظيم مناورات الأسد الإفريقي سنويا لأكثر من عقدين.
تنظيم هذه المناورات العسكرية التي تكتسي طابعا متفردا يضيف شقير في تصريح لـ « اليوم 24″، يقوم على تداريب عسكرية تقتضيها الحروب التكنولوجية المستقبلية، وهو تقوية التحالف العسكري للولايات المتحدة مع شركاء يعتبرون ضمن دائرة مربع الحلفاء الأكثر قربا من الولايات المتحدة، والذي يشكل المغرب واحدا منهم بامتياز.
ويشارك في هذه المناورات العسكرية حوالي 300 جندي، يتدربون على محاكاة سيناريوهات حروب تعتمد على تكنولوجيا كهرومغناطيسية.
من جانبه، كشف قائد القوة العملياتية المتعددة المجالات الثانية الأمريكية، العقيد باتريك موفيت، في بيان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا وأوربا، بأن مناورات « الرعد الغامض » التي تجرى على الأراضي المغربية ستعرف تطبيق أساليب عسكرية متطورة عدة تتيح للدول المتحالفة والشريكة الحصول على ميزة حاسمة ضد الخصوم المحتملين في جميع المجالات والأبعاد البشرية والمادية والمعلوماتية.
وأوضح المسؤول العسكري، أن هذه التدريبات العسكرية المشتركة تعد « فرصة أخرى لتعزيز التعاون وتسليط الضوء على الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب من خلال اختبار القدرات العسكرية ». كاشفا أيضا، أن فرقة العمل الثانية المتعددة المجالات ستقود مناورات « الرعد الغامض »، وستجرى التدريبات في بيئة مشتركة ومجمعة، ترتكز على توظيف « التأثيرات غير المميتة » ومزامنتها ضد الخصوم في جميع المجالات البرية والبحرية والجوية والسيبرانية والفضائية.
المصدر: وكالات