تدخُل “كوب-28” (مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ) المسافة الأخيرة “الحاسمة” قبل التئام أشغالها مع متم شهر نونبر الحالي وبداية دجنبر المقبل، في ختام عام كانت بعض شهوره هي “الأكثر احترارا على الإطلاق”.
وطيلة يومين (30 و31 أكتوبر المنصرم) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، شاركت المملكة المغربية بوفد رسمي رفيع المستوى في أشغال “التحضير للدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار الأمم المتحدة حول المناخ COP28″؛ المنتظر انعقاده في دبي من 30 نونبر الجاري إلى 12 دجنبر المقبل.
وقد ترأس الوفد المغربي، الذي شارك في الاجتماع الوزاري التحضيري لـ “COP28″، ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وفق ما أكده بلاغ صادر عن “قطاع التنمية المستدامة”، توصلت به جريدة هسبريس.
يُعتبر هذا الاجتماع الوزاري التحضيري آخر مرحلة من المشاورات متعددة الأطراف قبل انعقاد المؤتمر المذكور. كما يشكل “منصة أساسية تمكن الوزراء من تقريب وجهات نظرهم حول النتائج المتوقعة من مؤتمر “COP28″، أخذا بعين الاعتبار المشاورات الوزارية السابقة، بما في ذلك حوار “بيترسبيرغ” حول المناخ الذي أقيم في برلين، والمؤتمر الوزاري السابع حول العمل المناخي، الذي عُقد في بروكسيل، وقمة “مناخ إفريقيا” التي أقيمت في نيروبي، بالإضافة إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
“التكيف والتخفيف”
أفاد المصدر ذاته بأن هذا الاجتماع شهد مشاركة نحو خمسين وزيرا مثلوا مختلف “مجموعات التفاوض”؛ فيما جرت المناقشات على شكل موائد مستديرة وأشغال مجموعات للتبادل غير الرسمي حول مواضيع عديدة بما في ذلك التكيف والتخفيف، لا سيما “تسريع عملية التحول الطاقي”.
كما نوقشت، حسب القطاع الوزاري المغربي الوصي على قطاع المناخ والبيئة، قضايا التنمية المستدامة ووسائل التنفيذ المتمثلة في “التمويل المناخي” و”تفعيل صندوق دولي للخسائر والأضرار”، بالإضافة إلى التقييم العالمي للجهود المشتركة في مجال تغير المناخ.
دعوة مغربية
في مداخلتها ضمن نقاشات الجلسة المخصصة لموضوع “التكيف”، أكدت الوزيرة بنعلي على “ضرورة توجيه نداء قوي وواضح للعمل على تسريع إجراءات التكيف”، لافتة في هذا الصدد إلى أن “إطار الهدف العالمي للتكيف يجب أن يحتوي على أهداف قطاعية محددة مصحوبة بمؤشرات قابلة للقياس تتناسب والحاجة الملحة للعمل والدعم”.
وزاد المسؤولة الحكومية المغربية: “في الوقت نفسه تسهل إدماج تمويل التكيف”. كما أشارت أيضا إلى ضرورة الاعتراف، في نتائج التقييم العالمي للتكيف، بالفجوة بين تقييم الاحتياجات والتمويل المرصود للتكيف، بما في ذلك مصادره.
وجمعت، على هامش أشغال هذا الاجتماع الوزاري التحضيري، مباحثات ومحادثات بين بنعلي وعدد من المسؤولين في دول شقيقة؛ أبرزهم سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس الـCOP28 . وتمت مناقشة “التنسيق بين البلدين لتحقيق نتائج طموحة وعادلة خلال كوب-28؛ بما في ذلك “الانتقال الطاقي العالمي والمنصف بالإضافة إلى آفاق التعاون الثنائي بشكل خاص في مجال التحول الطاقي”، وفق الوزارة ذاتها.
وذكر المصدر نفسه بدور المغرب “رياديا” على الصعيد العالمي في مجال مكافحة التغير المناخي، مستحضرا “رفع طموح المملكة المغربية في المساهمة المحددة وطنيا، وبموجب اتفاق باريس، والتي كانت في الأصل متلائمة مع هدف الحد من ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجات مئوية، للوصول إلى هدف لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة يفوق 45 في المائة في أفق 2030.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد طور المغرب، بفضل دعم ملكي قوي، “مقاربة إفريقية تضع القضايا البيئية والمناخية في قلب برامجه للتعاون”. وتم إطلاق مبادرات طموحة تهدف إلى تعزيز صمود إفريقيا على التكيف مع التغيرات المناخية، وبالخصوص اللجان الثلاث لتغير المناخ لحوض الكونغو، ومنطقة الساحل، والدول الجزرية، بالإضافة إلى مبادرات أخرى مثل مبادرة “تكيف الزراعة الإفريقية” ومبادرة “الدعم والاستقرار والأمن في إفريقيا’ بالتعاون مع السنغال.
المصدر: وكالات