وضعت شهادة إحدى النساء المطلقات الحاضرين داخل قاعة في فندق بالدار البيضاء في صدمة كبيرة، بعدما كشفت أن باحثا مغربيا في علم الاجتماع تحرش بها وحاول استمالتها لممارسة الجنس.
وقالت صاحبة الشهادة، في ندوة نظمتها جمعية حقوق وعدالة، الجمعة، بحضور السفير النرويجي، الذي استدار صوبها وتابعها باهتمام: “نحن النساء نعاني من التحرش أكثر بعد الطلاق؛ فالمرأة المطلقة أضحت وكأنها باب مفتوح للدعارة”.
وتابعت المتحدثة وهي تكشف تفاصيل من حياتها بعد الطلاق أنها تعرضت للتحرش من باحث في علم اجتماع اشتركت معه في كتاب لها، إذ خاطبها وفق تعبيرها قائلا: “لقد فَتَحْتِ شهيتي للجنس”.
من جهتها، حكت نوال، امرأة مطلقة تعمل في قطاع التواصل مع الصحافة، قصتها مع الطلاق ونظرة المجتمع لها، موردة: “القريبون منكِ يَرَوْنَكِ حالة شاذة، خصوصا حين يكون لكِ أطفال”.
وزادت المتحدثة نفسها: “المرأة المطلقة تكون مُلزمة بتحمل الأسرة، والشارع والطفل الذي له وزن اقتصادي ونفسي واجتماعي عليها”.
من جهته، اعتبر رئيس جمعية حقوق وعدالة، مراد فوزي، أن هذه الشهادات “تؤكد أننا في حاجة إلى مشروع دعم النساء في وضعية طلاق”.
وأوضح رئيس الجمعية في كلمته أن ما يقوم به الفاعلون في الهيئة ذاتها “الأساس منه تغيير النظرة الدونية الحاطة بالكرامة، ومنها النظرة الجنسية”، مضيفا أن تبني هذا المشروع جاء بعدما تبين أن النساء المطلقات وضعيتهن أصعب من باقي الفئات.
وشدد مراد فوزي على أن “هؤلاء النساء يعانين في صمت، فلا توجد منظمات تتحدث عن هذه الفئة بشكل كبير”، موردا أن “معالجة قضيتهن تترتب عليها معالجة مشاكل المحضونين من أطفالهن المترتبين على العلاقة الزوجية التي انتهت بطلاق”.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن مشروع “إدماج النساء المغربيات المطلقات في وضعية صعبة”، الذي أشرفت عليه الجمعية بشراكة مع سفارة مملكة النرويج، مكن من تشغيل 36 مطلقة مع تمكينهن نفسيا واجتماعيا، بالإضافة إلى مساعدتهن على تجاوز التبعات الاقتصادية المترتبة على وضعية الطلاق.
بدوره، قال سفير النرويج بالمغرب سجور لارسن: “وصول البرنامج إلى هذه المرحلة بالنسبة لنا حقق الأهداف الخاصة به، على اعتبار أن الموضوع يثير الاستغراب من قوة النساء المغربيات في التغلب على الوضعية الصعبة ومواجهة المجتمع وتحمل المسؤولية”.
وتابع السفير نفسه: “نفتخر بالمساواة بين الجنسين في بلادنا النرويج، ونطمح إلى أن يسير المغرب في هذا المجال، وسنعمل على مساعدة الجمعيات ودعم المنظمات للعمل في هذا السياق”.
المصدر: وكالات