تواجه غابة الصنوبر الحضرية بمدينة وجدة تحدّيات بيئية وصفها نشطاء بيئيون بـ”المقلقة”؛ فبالإضافة إلى سنوات الجفاف المتتالية التي أضرّت بعدد كبير من أشجارها فإن ما تبقى منها يتعرّض لأمراض وطفيليات.
وتشكّل الغابة المكوّنة من أشجار الصنوبر الحلبي، إلى جانب غابة “سيدي معافة” المجاورة لها، متنفّسين وحيدين على مستوى الوجهات الغابوية لساكنة مدينة وجدة، وهو ما دفع عدد من المدافعين عن البيئة إلى دق ناقوس الخطر بشأن الوضعية التي وصلت إليها أشجارها.
في هذا السياق قال محمد بنعطا، منسّق التجمع البيئي لشمال المغرب: “في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ –مع الأسف- تضرر مجموعة من الأشجار في هذا الغطاء الغابوي، خاصة الصنوبر الحلبي، رغم مقاومتها ظروف الجفاف والتغيرات المناخية”.
وأضاف بنعطا، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التحدّي الذي يواجهه هذا النوع من الأشجار، منذ نحو ثلاث أو أربع سنوات، هو مجموعة من الأمراض والحشرات التي تستهدفها، ما يستدعي تدخلا عاجلاً من أجل إنقاذها”.
وأشار المتحدّث ذاته، في هذا السياق، إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات “قامت بمجهودات ملحوظة، تتمثّل في إزالة الأشجار المريضة وتنقية الغابة، غير أنها تبقى تدخلات غير كافية أمام حجم الضرر الذي لحقها”.
وبعد أن ذكّر بأن هذه الأمراض تواصل الانتشار في الغابة، ما يجعلها مهددة بالزوال، دعا منسق التجمع البيئي لشمال المغرب إلى “اتخاذ إجراءات مستعجلة لإنقاذ غابة الصنوبر الحلبي، كوضع برنامج للتشجير بأشجار مقاومة للجفاف والأمراض، مثل أشجار الخروب”.
كما دعا المتحدث ذاته في هذا السياق الجهات الوصية على المجال الغابوي والمجالس المنتخبة، ومختلف المتدخلين على المستويين المحلي والجهوي، إلى “الانفتاح على المجتمع المدني الفاعل في مجال البيئة من أجل المساهمة في هذه البرامج والإجراءات، والقيام بتدخل جماعي وتشاركي في هذا الموقع المهم من الناحية البيئية والإيكولوجية والاجتماعية”.
وخلص محمد بنعطا إلى التذكير بأن غابة الصنوبر الحضرية “تشكّل وجهة رئيسية للأندية البيئية والإيكولوجية والرياضية والأنشطة المدرسية للعديد من المؤسسات التعليمية التي تختارها لزياراتها وخرجاتها الميدانية، فضلا عن اختيارها كوجهة مفضّلة لساكنة المدينة والأسر لقضاء اليوم”.
المصدر: وكالات