رغم غياب المنشآت الرياضية المناسبة ونظرة الكثير من الأسر للعبة كرة القدم على أنها رياضة ذكورية، تشهد إيموزار كندر، في الآونة الأخيرة، إقبالا لافتا لبنات المدينة على ممارسة هذه الرياضة الشعبية.
وتبدي الفتيات اللواتي اخترن الانضمام إلى جمعية اتحاد أطلس إيموزار كندر حماسا كبيرا لتعلم قواعد لعبة كرة القدم، إذ أصبحت تحج الكثير منهن إلى ملعب ترابي وسط المدينة لممارسة هذه اللعبة، خصوصا يوم الأحد الذي يشكل لهن موعدا على قدر كبير من الأهمية، لكونه يمثل الحصة الأبرز في برنامج التداريب.
وتنفذ الفتيات المنضويات تحت لواء الجمعية المذكورة، وجلهن في بداية عقدهن الثاني، تعليمات المدرب ميلود خالص الذي يقربهن من أهم تقنيات لعبة كرة القدم، كركل الكرة والاحتفاظ بها والطريقة المثلى للسيطرة عليها، متحديات بكثير من الجرأة نظرة المجتمع الذي ألف لعب كرة القدم من طرف الذكور فقط.
هواية وطموح إلى النجومية
عكس جل فتيات مدينتها، تمكنت عائشة خايف الله من مزاولة شغفها بهواية كرة القدم منذ الصغر، لكن كان ذلك خارج مدينتها، قبل أن تقرر، أخيرا، الانضمام إلى فريق جمعية اتحاد أطلس إيموزار كندر لمواصلة ممارسة رياضتها المفضلة بمدينتها الأم، وقريبا من أسرتها.
تقول خايف الله، في تصريح لهسبريس، إنها تتطلع ليصبح فريقها، حديث الولادة، منافسا للأندية النسائية على الصعيد الوطني، لافتة إلى أن غياب الإمكانيات المتاحة له، مثل الملاعب المناسبة، قد يقف حجر عثرة في طريق تحقيق هذا الطموح.
وحول سبب إقبال فتيات مدينتها على لعب كرة القدم، أرجعت خايف الله ذلك إلى النتائج الباهرة التي يحققها المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية، مبرزة أن ذلك شجع الفتيات على ممارسة هذه اللعبة، كما ساهم في تغيير عقليات الكثير من الأسر التي كانت تعتبر كرة القدم رياضة ذكورية.
وأضافت المتحدثة أن هناك من الفتيات من اخترن ممارسة هذه الرياضة كهواية، بينما تتطلع أخريات لإثبات الذات وإبراز الموهبة لتحقيق النجومية والذهاب في مشوارهن الرياضي بعيدا.
من جانبها، اعتبرت الطفلة خديجة يشو، وهي تتحدث لهسبريس، لعبة كرة القدم هوايتها المفضلة في هذه المرحلة، مردفة بأن ذلك لا يمنعها من المثابرة والعمل على تحقيق حلمها في أن تصبح نجمة في عالم الساحرة المستديرة.
وأضافت يشو أن مزاولة هواية كرة القدم من طرف بنات مدينتها أضحى في الوقت الحالي أمرا عاديا؛ إذ يمكنهن لعب رياضتهن المفضلة دون خجل من نظرة المجتمع الذي قالت إنه لم يعد يفرض قيودا على ممارسة الإناث هذه الرياضة كما كان الأمر من قبل.
وعلى غرار خديجة يشو فإن الطفلة فاطمة الزهراء أخو، التي تتطلع إلى أن يحظى فريقها بالاهتمام، تطمح إلى أن تصبح لاعبة ضمن المنتخب الوطني، مشيرة، في تصريح للجريدة، إلى أن متابعتها للمنتخب المغربي النسوي حفزها على المضي قدما في تحقيق هذا الحلم.
بدورها، عبرت مليكة ألماس عن سعادتها بلعب كرة القدم، التي قالت إن عشقها لممارستها منذ الصغر كان يصطدم برفض والديها؛ لاعتقادهما بأنها رياضة يلعبها الذكور فقط.
وأوضحت ألماس، وهي تتحدث لهسبريس، أنها ما إن علمت بإنشاء فريق نسوي لكرة القدم بمدينة إيموزار كندر حتى بادرت إلى إقناع أسرتها بالانضمام إليه، مشيرة إلى أنها اختارت اللعب في مركز حراسة المرمى، وحلمها أن تصبح في المستقبل حارسة ضمن تشكيلة المنتخب الوطني.
الحاجة إلى ملاعب للقرب وملعب بلدي
ميلود خالص، المكلف بتدريب الفريق النسوي التابع لجمعية اتحاد أطلس إيموزار كندر، أفاد بأنه تم الشروع في تكوين هذا الفريق في غضون شهر ماي من السنة الماضية، مبرزا أنه أعقب تأهل المنتخب النسوي المغربي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم إقبال كبير من طرف فتيات المدينة على الأنشطة الكروية للجمعية.
وأضاف خالص، في تصريح لهسبريس، أن فكرة تأسيس فريق نسوي لكرة القدم بإيموزار كندر جاءت في الأصل بمبادرة من مجموعة من فتيات المدينة، مبرزا أنه رحب بالفكرة وشرع في إنزالها على أرض الواقع رغم وعيه بأن بعث فريق نسائي لكرة القدم يحتاج إلى كثير من الإمكانيات.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن أكثر من 50 فتاة اختارت، حتى الآن، الانضمام إلى الجمعية لممارسة كرة القدم، مردفا بأن هذه المبادرة تحتاج إلى إحداث ملاعب للقرب وملعب بلدي معشوشب، وذلك لتشجيع الفتيات على الاستمرار في ممارسة هذه الرياضة، وتكوين فريق قادر على تمثيل المدينة أحسن تمثيل، وإنجاب لاعبات في المستوى المطلوب.
المصدر: وكالات