لا يزال المغرب يواجه تحدي القضاء على داء السل في المغرب في أفق 2030، وهو الداء الذي يحصد أرواح مغاربة عاما بعد آخر على الرغم من الجهود المبذولة من أجل القضاء عليه.
وفي هذا الصدد، أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأن الجهود الكبيرة التي بذلتها على مدى عقود عديدة لمكافحة مرض داء السل مكنت بشكل خاص من تحقيق معدل اكتشاف يزيد عن 85 في المائة، والحفاظ على معدل شفاء يقترب من 90 في المائة؛ غير أن الوزارة الوصية على قطاع الصحة في المملكة لفتت إلى أن نقص معدل الإصابة بداء السل لا يزال ضعيفا (1 إلى 2 في المائة سنويًا)، مبرزة أنه “لن يكون من الممكن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في القضاء على مرض السل في بلدنا إلا بحلول سنة 2030”.
وقالت وزارة آيت طالب، ضمن بلاغ لها، “إن عدم الكشف عن حالات السل لدى الأطفال دون سن الخامسة وظهور أشكال متعددة وشديدة المقاومة يشكل تحديا كبيرا للصحة العمومية في بلدنا”.
أزهر عبد الصمد، الطبيب المختص، قال إن “نسب اكتشاف المرض اليوم هي مهمة جدا تفوق 85 في المائة، وحينما يتم التشخيص المبكر وتنطلق عملية الاستشفاء يتم شفاء 90 في المائة من الحالات المكتشفة”.
وأضاف أزهر، ضمن تصريح لهسبريس، إن “هناك بعض العراقيل التي يمكن أن تحول دون تحقيق هدف القضاء على المرض في أفق 2030؛ مثل ظهور بعض الحالات المقاومة للأدوية، وصعوبة الكشف أو عدم الكشف أحيانا عن الحالات التي تكون لدى الأطفال الصغار”.
وتحدث الطبيب المختص عن أهمية “توعية صحية للساكنة والمواطنين حول المرض وأسبابه وكيفية انتقاله وأعراضه وكيفية اكتشافه بطريقة مبكرة، وحينما نعرف المرض سنعرف كيف نتوجه إلى المراكز التي وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي تسمى مراكز التشخيص والعلاج التنفسي”، مؤكدا أن “الخدمات التي تقدم في هذا الإطار هي مجانية مائة في المائة”.
ونبه أزهر إلى أن “الدولة قامت بمجهودات عبر تجهيز مراكز التشخيص ومراكز أخرى بتجهيزات حديثة من أجهزة التصوير بالأشعة والميكروسكوبات للقيام بالتحاليل المخبرية، وكذلك تكوين الأطر الصحية التي تقوم بعلاج وتشخيص الحالات”.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطلقت، ابتداء من أمس الأربعاء وعلى امتداد ستة أسابيع، الحملة الوطنية للوقاية من مرض السل ومحاربته تحت شعار: “تنفس الحياة.. حارب داء السل”.
وحسب بلاغ الوزارة ذاتها، فإن “هذه الحملة تندرج في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني للوقاية من مرض السل ومكافحته بالمغرب للفترة 2021-2023، والتي تهدف إلى خفض عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2023 مقارنة بعام 2015. وتتوافق هذه الخطة مع مبادرة منظمة الصحة العالمية القضاء على السل، وكذلك مع أهداف التنمية المستدامة 2030، مع إيلاء اهتمام خاص لتكامل عمل جميع الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين، في إطار نهج شامل متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات”.
المصدر: وكالات