في لغة البحّارة، تمثل “المنزلة” أحد أخطر الأسباب التي تؤدي إلى فواجع إنسانية في عرض البحر، وتعني حدوث اضطراب أحوال البحر واستحالة مزاولة نشاط الصيد. لكن عددا من البحارة لا يولون هذا المعطى أي اهتمام، إذ يمخرون عباب البحر ويلاعبون الأمواج بحثا عن الرزق.
وقبل أسبوع، توفّي 10 بحارة في سواحل الصحراء المغربية بسبب الظروف المناخية الصعبة التي كانت تشهدها مدينة الداخلة، حيث أدّت الرياح القوية إلى مباغتة قارب للصيد كان يقل 17 بحّارا، قبل أن يرتطم بالصخور المحاذية للميناء، فيما أجمعت تدخلات شهود عيان على أن القارب لم يحترم الظروف والأحوال الجوية.
ويشير “الرّايس” عبد القادر التويربي، من سواحل أسفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “بعض البحارة يخاطرون بحياتهم ويتحدون ‘المنزلة’ أو ‘الموفيطا’ من أجل لقمة العيش”، مبرزا أن “البحارة يجب أن يحترموا إرشادات السلطات ووحدات اليقظة والتحذير”.
ويضيف “الرايس” التويربي أن “بعض سواحل المملكة تشهد اضطرابات خطيرة تصعب مجاراتها حتى لو كنت خبيرا وراكمت سنوات من التجربة”، مبرزا أن “البحر لا يمكن الوثوق فيه”.
وعوض الخروج إلى البحر، يقول الفاعل المهني في قطاع الصيد البحري، في تصريحه، تكون “المنزلة” فرصة للقيام بأعمال أخرى، من قبيل صيانة المراكب ومعدات الصيد ورتق الشباك.
ويضيف التويربي أن “‘المنزلة’ غالبا ما تكون خلال شهري يناير وفبراير، وقد تستمر إلى شهري أبريل وماي”، مبرزا أنه خلال هذه الفترة التي تتزامن هذه السنة مع شهر رمضان غالبا ما ترتبط “المنزلة” بوقف مزاولة الصيد، “وبالتالي انسداد أبواب الرزق أمام المئات من أسر البحارة وركود الأنشطة التجارية المرتبطة بنشاط الصيد”.
ويشدد المتحدث ذاته على أن الاضطرابات الجوية تساهم في حدوث كوارث إنسانية، كما تنتج عدم استمرار الأنشطة البحرية، خاصة صيد الأسماك التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المستهلك، كما هو الشأن بالنسبة لسمك السردين.
وشهدت سواحل الداخلة، الثلاثاء، فاجعة إنسانية راح ضحيتها 10 بحارة انقلب مركبهم في عرض البحر؛ فيما نجحت قوات الخفر التابعة للبحرية الملكية في إنقاذ 5 آخرين.
ووفق المعطيات الرسمية فإن البحث مازال جاريا عن بحارين اثنين هما في عداد المفقودين، بعد أن تم تأكيد انطلاق مركب “هاجر” وعلى متنه طاقم يتكون من 17 بحارا.
المصدر: وكالات