يبدو أن جبهة “البوليساريو” ماضية في طموحها لـ”عرقلة” اتفاقية الصيد البحري بين الرباط وبروكسيل؛ ولو كان ذلك عبر تقديم “ضمانات كاذبة للصيادين الإسبان”، إذ وعد ممثل الانفصاليين بالجارة الشمالية بـ”تقديم تراخيص خاصة للصيد على السواحل المغربية”.
وفي تصريح “مفاجئ” لصحيفة “إل إنديبيدينتي” الإسبانية أثار “الكثير من التساؤلات حول حجم الوعي السياسي لدى أفراد جبهة البوليساريو”، كشف عبد الله العربي، الذي يحظى هو الآخر بمنصب ريعي تقدمه جبهة “البوليساريو” بإسبانيا، أن الجبهة “ستقدم تراخيص استثنائية للصيادين بجزر الكناري، ستكون بديلة للاتفاقية التي تجمع الاتحاد الأوروبي بالمغرب”، على الرغم من غياب أي سلطة كانت لـ”البوليساريو” على الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي ظل غياب مؤشرات واضحة عن مصير اتفاقية الصيد البحري، التي لا يزال مستقبلها داخل أسوار محكمة العدل الأوروبية، تطمح “البوليساريو” إلى الركوب على الملف قصد الحصول على متنفس جديد، بعدما “اشتد عليها الخناق في ملف الصحراء المغربية الذي يشهد دعما أوروبا وعالميا متزايدا”.
دغدغة للمشاعر
نور الدين باحداد، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء المغربية، يرى أن “ما يقوله ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا مجرد دغدغة للمشاعر، بعيد تماما عن الواقع”.
وأضاف باحداد، في حديث لهسبريس، أن “الجبهة تحاول بشكل أو بآخر اللعب على ملف اتفاقية الصيد البحري، قصد تجاوز الاختناق الدبلوماسي الممارس عليها، نتيجة الدعم المتواصل من قبل الاتحاد الأوروبي للموقف المغربي”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الصيادين بجزر الكناري أو أية منطقة أخرى بإسبانيا ليس لهم قرار أحادي عن مدريد في هذا الملف، والحكومة الإسبانية هي من تقرر في الأمر، إذ تأخذ بدورها زمام التحركات الدبلوماسية بالوسط الأوروبي بهدف تجديد الاتفاق”.
وأورد المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء المغربية أن “صيادي جزر الكناري من المستحيل أن يصدقوا ترهات جبهة “البوليساريو”؛ لأنها بالأساس غير قابلة للتصديق أو المناقشة، لأنها تفتقد أية نسبة من التعقل السياسي والدبلوماسي”.
انتزاع للشرعية
من جانبها أبرزت شريفة لموير، محللة سياسية، أن ” الخطوة التي أقدمت عليها “البوليساريو” تحاول من خلالها انتزاع “شرعية” موقفها في قضية الصحراء أمام المنتظم الدولي، مع استغلال “المنفذ القانوني” الذي تستند عليه المحكمة الأوروبية في قرارها تجاه اتفاقيات الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي”.
وأضافت لموير، في تصريح لهسبريس، أن “كل هذه البهرجة، التي تحاول من خلالها “البوليساريو” الاستعراض، لا تأثير يذكر لها، خاصة أن هذا الكيان الوهمي لا يملك أدنى سلطة فعلية على السواحل المغربية للصحراء المغربية”.
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن “الاستراتيجية الجديدة التي تبناها العاهل المغربي محمد السادس والتي تلزم كل شركائه الخروج من الضبابية فيما يخص قضية الصحراء المغربية مع إدراج الأقاليم الجنوبية في كل الاتفاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، فإن وازع احترام سيادة البلدين سيكون رادعا لبروكسيل وكذا لإسبانيا للإقدام على أية خطوة من الممكن أن تعيد التوتر بين الطرفين”.
وخلصت المحللة السياسية إلى أن “التأثير الوحيد الذي تستطيع أن تخلقه الجبهة في الملف هو الحديث بدون وعي دبلوماسي حول “سيناريو عدم تجديد الاتفاق”، انطلاقا من غياب مفاوضات حول الأمر إلى حدود الساعة مع قرب انتهائها، وهذا في حالة لم تبادر المملكة المغربية برد فعل صريح تجاه شركائها الشماليين يلزم باحترام سيادتها الكاملة على أراضيها”.
المصدر: وكالات