ثلاثة عشرة منشورا جديدا تُغْني المكتبة الشعرية المغربية والعربية، قُدّمت في أحدث مواعيد بيت الشعر بالمغرب، التي استقبلتها، مساء الأربعاء، سينما النهضة بالعاصمة الرباط، ورافقتها قراءات شعرية، فصيحة وزجلية، وتقديم لمضامين الأعمال الجديدة.
ويتعلق الأمر بديوان زجلي لاحميدة بلبالي بعنوان “مسلَّف من النسيان خطواتي”، ودواوين فصيحة، هي: “أعبر مزهوا بهزيمة” لياسين الحراق، و”في الحانة القصوى” لإدريس علوش، و”سدرة الهباء” لعبد العالي دمياني، و”يد تقود عماي” لنجاة الزباير، و”غرافيتي الجدار الأزرق” لعبد اللطيف ديدوش، و”كغيوم تحت القناطر” لمحمد عزيز الحصيني، و”أختار الطريق وأنسى المسافة – خيلية بلسان الأعمى” لأحمد العمراوي، و”كأني ذاهب إلى حرب” لجمال أزراغيد.
كما أصدر بيت الشعر نصوص سعيد السوقايلي “النثرات”، وأعمال ندوة “الشعر والتاريخ” التي أعدها وقدمها خالد بلقاسم، وكتابا حول شعرية محمود درويش بعنوان “أمشي كأني واحد غيري”، والعدد الجديد من مجلة “البيت”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب، إن هذا الموعد، الذي صار سنويا، هو “عناية توليها المؤسسة بالمعرفة الشعرية، سواء تعلق الأمر بالديوان الشعري أو الدراسات النقدية المصاحبة للديوان، أو بالترجمات الشعرية. وقد تعززت هذه السنة منشورات بيت الشعر بعشرة دواوين شعرية جديدة؛ بعضها لشعراء مكرّسين، وبعضها لشعراء يبدؤون خطوهم الشعري”.
وأضاف: “نتصور في بيت الشعر أن هذه إحدى المسؤوليات الكبرى لمؤسستنا بالنظر لإحجام عدد من دور النشر عن نشر ديوان الشعر”.
ثم أردف قائلا: “هذه السنة علاوة على الديوان الشعري هناك كتابان جماعيان، أحدهما يضم أشغال الدورة الأكاديمية التي انتظمت السنة الماضية حول الشعر والتاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس – سايس، والثاني كتاب جماعي عن محمود درويش، وهذا الإصرار على إعادة طبع هذا العدد الذي صدر ضمن أعداد مجلة “البيت” فيه مزيد من الانتصار لشعرية درويش، وللسردية الفلسطينية، وتضامن أكيد من مؤسستنا ضد الحصار والغزو الذي تتعرض له فلسطين وتحديدا غزة”.
وتابع رئيس “بيت الشعر”: “هذا الموعد السنوي هو دعم لصناعة الكتاب، بمشروع يندرج في إطار الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة من أجل مواصلة حضور الكتاب المغربي وتعزيز مكانته، ولا يمكن أن يتم ذلك بدون استحضار الشعر؛ هذا الجنس الأساسي الذي كان لوقت قريب يتصدر المشهد الثقافي من حيث الإصدار، واليوم ربما يعيش حالة تدعو إلى مثل هذه اللقاءات التي نقدم فيها أصواتنا وأجيالنا الشعرية بمختلف خصوصياتها وترجماتها”.
وجوابا عن سؤال هسبريس حول موقع الزجل في منشورات “بيت الشعر في المغرب” قال مراد القادري: “هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها “بيت الشعر” كتابا شعريا بالدارجة المغربية؛ فقد أصدر، في السنة الماضية، ديوانا للشاعرة المغربية دليلة فخري. وكانت هناك إصدارات لأحمد لمسيح مثلا، الشاعر الذي توّج بجائزة المغرب للكتاب هذه السنة”.
ثم استرسل قائلا: “هذا منسجم مع رؤيتنا لأن الشعر المغربي متعدد، وحساسياته اللغوية متباينة، ولا يمكنه أن يصدر من منطلقات ثقافية ولغوية واحدة، وكل قول هكذا يسهم في تفقير الشعر المغربي الذي تتعدد روافده وأقطابه”.
وواصل: “منذ دستور سنة 2011، أصبح التنوع سمة ملازمة للثقافة المغربية، وملازمة كذلك للشعر المغربي الذي تتباين لغاته وحساسياته ورؤاه الفنية والجمالية، خاصة أن شعر العامية أو الزجل مكسّب بوعي كتابي جديد وبرؤية حديثة تقطع مع النماذج التقليدية القديمة التي كانت موجهة نحو الأغنية العصرية أو الشعر الإيديولوجي الذي كان يحضر في السبعينيات، ويقدم اليوم رؤية وجودية للعالم وللكون. ولذلك، كان لا بد أن يحضر ديوان الشعر بالعامية”.
ومن بين جديد المنشورات، وفق رئيس بيت الشعر في المغرب، كون “هذه الحزمة الجديدة تعيد الاعتبار للصورة الفوتوغرافية، بعدما كنا نحرص على أن تحضر اللوحة التشكيلية؛ فقد تمت موقعة الفن الفوتوغرافي المغربي في قلب منشورات هذه السنة، تأكيدا على القيمة الإبداعية والفنية والجمالية لعدد من الفوتوغرافيين المغاربة”.
المصدر: وكالات