باستثناء الانتشار الواسع للعناصر الأمنية التي أمنت مداخل ومخارج مدينة وزان استقبلت “دار الضمانة” رأس السنة الميلادية الجديدة في أجواء هادئة خالية من الصخب الذي تعرفه مدن أخرى، إذ اقتصرت الاحتفالات على أبعاد عائلية بسيطة.
ورغم حرص أصحاب محلات الحلويات و”الطرطات” على تحضير حلوى العيد وتوفير عروض متنوعة تلبي أذواق الزبائن فإن المبيعات جاءت أقل من المتوقع، بحسب تصريحات عدد من البائعين، موردين أن المناسبة هذه السنة تميزت بإقبال خفيف على الحلويات و”الطرطات”، ما يعكس توجها محليا مختلفا أو تأثرًا بالظروف الاقتصادية.
وأكد عدد من المهنيين أن الطلب هذا العام لم يكن في مستوى السنوات الماضية، بفعل تراجع إقبال الأسر على شراء الحلويات أو “الطرطات”، وعزوا الأمر إلى أسباب متعددة، أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة وموجة غلاء الأسعار التي كبلت أيدي المواطنين، وأضافوا في تصريحات متطابقة لهسبريس أن الطابع الهادئ لاحتفالات “البوناني” في وزان يعكس أن الكثير من العائلات اكتفت بتحضير حلويات منزلية في احتفالات صغيرة داخل البيت.
ورغم ذلك؛ لا يخلو الاحتفال برأس السنة الجديدة بمدينة وزان من التميز، حيث تعمد العديد من العائلات إلى الاحتفاء بطريقتها الخاصة، من خلال إعداد وجبات عشاء تجمع بين الأطباق التقليدية المحلية وبعض الإضافات التي تتناسب مع أجواء رأس السنة، وفق إيمان، موظفة من ساكنة المدينة الجبلية.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن أجواء رأس السنة في وزان تعكس الطابع المحافظ والهادئ للمدينة، حيث يفضل السكان البقاء في منازلهم أو تبادل التهاني في إطار ضيق، بعيدًا عن المظاهر الصاخبة التي تميز المدن الكبرى، وزادت: “هذا الهدوء الذي يميز وزان هو ما يجعلها وجهة فريدة تحتفظ بسحرها الخاص خلال مختلف المناسبات”.
وتعبأت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية بوزان، على غرار باقي المدن، لاستقبال رأس السنة الميلادية الجديدة من خلال تجنيد عناصرها، سواء بالزي الرسمي أو المدني؛ واتخذت تدابير احترازية موسعة لتأمين مداخل المدينة، مع تخصيص دوريات راكبة تجوب شوارع وأزقة دار الضمانة، وأخرى راجلة بالشوارع الرئيسية.
وبدا لافتا للانتباه أن ليلة رأس السنة هذا العام بوزان ليست كسابقاتها، فبالإضافة إلى غياب الإقبال على محلات الحلويات والهدايا مقارنة بالسنة الماضية عرفت الشوارع أجواء عادية كسائر الأيام.
ووفق ما عاينته هسبريس فقد مرت أجواء استقبال ساكنة دار الضمانة العام الجديد في ظروف عادية بعدما أحكم رجال الحموشي بوزان قبضتهم على المدينة الصغيرة. كما ساهم البرد القارس في طرد المواطنين من الشارع العام، وغابت المشروبات الكحولية عن محجوزات الشرطة، في انتظار الإعلان عن الحصيلة النهائية يوم غد.
المصدر: وكالات