في ظل الحديث المستمر عن انتشار “بوحمرون” في صفوف الأطفال، وقتل عدد منهم في أقاليم تطوان وشفشاون وطنجة، راسلت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتطوان مديري المؤسسات التعليمية بخصوص تدابير الوقاية من داء الحصبة في أوساط التلاميذ.
وجاء في المراسلة التي اطلعت جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منها: “وفقا للشراكة المبرمة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للمشاركة في حملات التلقيح من الأمراض المعدية والمتنقلة يشرفني التذكير بأخذ تدابير الوقاية من انتشار داء الحصبة في أوساط التلاميذ المتمدرسين في المؤسسات التعليمية التابعة لكم”.
ودعت المراسلة مديري المؤسسات التعليمية إلى “حث التلاميذ المشكوك في حالتهم الصحية المتبوعة بعوارض المرض على التوجه عاجلا إلى أقرب مستوصف أو مستشفى لأخذ التدابير العلاجية الصحية، والامتثال لتعليمات وزارة الصحة في هذا الشأن، إلى حين الشفاء التام من المرض، للحد من انتشار المرض المعدي في أوساط المؤسسات التعليمية”.
ورغم أن هذه الرسالة تبين أن الوضع الوبائي ليس طبيعيا في الإقليم إلا أن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتطوان، هشام الكسريوي، نفى أن تكون المراسلة ناتجة عن انتشار “بوحمرون” بين تلاميذ المؤسسات التعليمية في إقليم تطوان، وقال ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن مراسلة مديري المؤسسات التعليمية “طبيعية وعادية”، مردفا: “طالبناهم فيها بحث التلاميذ على التوجه للمستوصفات لتلقي العلاجات الضرورية في حال ظهور أي أعراض”، ومعتبرا أن الوضع “طبيعي ولا يستدعي القلق”، وفق تعبيره.
في السياق ذاته أفاد مدير إحدى المدارس التعليمية بإقليم تطوان بأن “الوضع طبيعي، إذ لا يتم تسجيل إصابات بداء الحصبة في صفوف التلاميذ بشكل كبير”، مؤكدا أن “الأمر يمثل تنبيها للأسر ومحاولة لحماية التلاميذ من الوباء”.
وأضاف المدير الذي لم يرغب في ذكر اسمه: “قمنا بجمع الدفاتر الصحية للتلاميذ، خاصة في التعليم الأولي والأقسام الأولى، وبعثناها إلى المراكز الصحية، التي راجعتها وتأكدت من تناول الأطفال جميع الجرعات، ومن لم يتلق اللقاحات المطلوبة يتم إشعار أسرته بضرورة استكمال عملية التلقيح لتفادي أي انتشار للداء المعدي بين التلاميذ”.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع المديرية الجهوية للصحة لإطلاع الرأي العام على تفاصيل الوضع الوبائي لداء الحصبة بالجهة، إلا أن هاتف المديرة وفاء أجناو ظل يرن دون أن تجيب. وحاولت الجريدة التواصل مرة أخرى عبر بعث رسالة قصيرة وأخرى عبر تطبيق “وتساب” إلا أن المسؤولة لم تتفاعل مع بأي شكل من الأشكال.
ويأتي تجاهل المسؤولة الجهوية للصحة الرد على هسبريس في ظل الخوف المتزايد في صفوف الأسر على أطفالهم، خاصة الصغار منهم، بعد تواتر الحديث عن انتشار الداء القاتل، الذي تمكن خلال الأشهر الأخيرة من خطف حوالي 10 أرواح على مستوى أقاليم الجهة.
المصدر: وكالات