تحدَّى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عزيز أخنوش، رئيسَ الحكومة الحالية، باعتزال السياسة، إذا نجح هذا الأخير في منح الدعم المالي المباشر للأشخاص المسنين الذين تزيد أعمارهم على خمس وستين سنة ويوجدون في وضعية هشة، معتبرا أن هذا الوعد غير قابل للتحقق بسبب كلفته المالية الكبيرة.
وقال بنكيران، في ندوة صحافية عقدها حزب العدالة والتنمية أمس الخميس حول مشروع قانون المالية لسنة 2024: “اليوم يجي يقول (يقصد أخنوش) بأنه سيخصص اثنين وعشرين مليار درهم لدعم المسنين، حْلْفتلو بالله وعطا للناس اللي فعمرهم خمسة وستين عام اثنين وعشرين مليار إيما نبقا ندير السياسة، وسأفرغ له هذا المجال”، على حد تعبيره.
وكان حكومة أخنوش قد أعلنت عن تخصيص دعم مالي للمواطنين البالغة أعمارهم خمسا وستين عاما فما فوق، ويوجدون في وضعية اجتماعية هشة، قدره 1000 درهم، في إطار “مدخول الكرامة” الذي جاء به البرنامج الحكومي؛ غير أن بنكيران يرى أن هذا البرنامج غير قابل للتطبيق.
وعاد المتحدث ذاته إلى الفترة التي كان فيها رئيسا للحكومة، قائلا: “كنا كنوقفو على عشرة ملايير ردهم لأداء أجور الموظفين ولا نجدها، فيذهب وزير الاقتصاد والمالية (نزار بركة) إلى الخارج للبحث عن الاستدانة لدى المؤسسات الدولية. ولحسن الحظ أن المُقرضين كانوا كيتخاطْفو عليه، ويعرضون علينا المبالغ التي نحتاجها”.
وانتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحكومةَ الحالية، قائلا: “كان يُقال قبل الانتخابات (2021) إن هذه الحكومة ستنجح، وستُفتح لها جميع الأبواب والصناديق لتحقيق ما تريد.. والنتيجة هي كما تروْن الآن… بسم الله الرحمان الرحيم”.
وعاد إلى التذكير بمعارضته لمطلب رحيل حكومة أخنوش بعد شهور من تنصيبها، والذي لقي تأييدا من داخل حزب العدالة والتنمية، قائلا: “رفضتُ ذلك وقلت لهم خلّيو الراجل يخدم، وقدْ سُرَّ كبار المسؤولين ورجال الأعمال بهذا الكلام واعتبروه كلاما معقولا ومنطقيا؛ لأننا ندافع عن مصلحة البلد رغم ما تعرضنا له في انتخابات 2021، ولكن لا يمكن بأن يستمر هذا التدهور وتدخل الحكومة في تسيير عشوائي”.
كما توقف بنكيران عند الخلاف الذي وقع بينه وبين أخنوش، عندما كان هذا الأخير وزيرا للفلاحة في عهد حكومة العدالة والتنمية الأولى، بخصوص تدبير صندوق العالم القروي، قائلا: “ديكْ 54 مليار درهم كانت مَقلبا. لم أكن أعوّل أن أنافسهم عليها، وكنت سأكلفه بتدبير هذا الصندوق بدون أي مشكل، ولكنه عْمل أمور طايْحة هو وبوسعيد (وزير الاقتصاد والمالية الأسبق)، ليتولى تدبير الصندوق”.
المصدر: وكالات