لمّح عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى وقوع حزبه في “خطأ توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل” (وقعه رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني سنة 2020)، غير أنه شدد على أن حزب “المصباح” ما زال متشبثا بالتطبيع.
بنكيران قال في مهرجان خطابي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نظمه حزب العدالة والتنمية، الأحد بمدينة الرباط، تحت شعار “كلنا مع غزة: أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار”، “إذا وقع الحزب في خطأ التطبيع نقولها، ولكن عمّرنا ما كنا مع التطبيع”، مؤكدا أن “هذا حدث معزول سيحسم فيه التاريخ”.
ووسط ترديد مناضلي حزبه شعار “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، تابع بنكيران قائلا: “حزب العدالة والتنمية من الشعب المغربي، الذي لم ولن يكون أبدا مع التطبيع”، مضيفا أن “الدولة لها إكراهاتها وهذا شغلها، ولن نتدخل في شؤونها، والملك ديالنا ولا ينتظر منا إلا المساندة”.
ودافع الأمين العام لحزب “المصباح” بقوة عن نهج المقاومة الذي تسلكه حركة حماس عبر ذراعها العسكرية “القسام”، قائلا: “نريد أن يكون الشعب الفلسطيني موحدا على أن الطريق الوحيد الذي سيؤدي إلى نتيجة هو المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة”.
واعتبر أن ما فعلته حركة حماس “أعاد الحياة إلى الشعوب وإلى الأحزاب السياسية في المنطقة لأنهم كانوا يريدوننا أن نظل صامتين ولا نتحدث عن حقوقنا”، داعيا الأنظمة العربية إلى الاقتداء بها.
واسترسل قائلا: “الأنظمة العربية لا تحب حماس، ولسنا بحاجة إلى المصادمة بين المنظمات والأنظمة، ولكن حماس هي رأس حربة الشعوب العربية والإسلامية”.
وذهب إلى القول إن أطماع إسرائيل تمتد إلى مكة والمنطقة المغاربية، مضيفا “على الحكام العرب أن يفكروا في حماية أنظمتهم وألا ينتظروا حتى يُشرع في قصفنا، ويجب أخذ الدروس من حماس”.
ووصف رئيس الحكومة الأسبق الإسرائيليين بـ”البلداء”، قائلا: “لديهم ذكاء تكتيكي محدود ولا يفكرون بعيدا. يعتقدون أن القوة ستحل المشكل، لكن مع من؟ لنفترض أن المشكل سيحل مع حماس، فماذا سيفعلون مع الأردن ولبنان ومصر، التي لو فتح الباب أمام شعوبها لاقتحمت إسرائيل وَعبرت الحدود جميعا”، قبل أن يضيف “لو كانوا (الإسرائيليون) أذكياء لفكروا في حل آخر غير القوة”.
وعاد بنكيران إلى مهاجمة الأصوات التي تبدي تعاطفا مع إسرائيل في المغرب أو تعبر عن موقف مناهض للمقاومة الفلسطينية، إذ بعد أن ذكّر بأن “الحسن الثاني كان يفرض ضريبة على السينما والتدخين ويرسل عائداتها إلى فلسطين، كما أرسل الجيش إلى سيناء”، أضاف قائلا: “اليوم نجد من يحاول تغيير عقيدتنا، وهناك من يقول: كلنا إسرائيليون، لكن الشعب المغربي لم يتبدل وظل دائما متميزا، وإذا تخلينا عن هذه الصفات والخصوصية والأخلاق والقيم سنصبح شعبا لا يساوي شيئا”.
المصدر: وكالات