انتقد مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، مواقف بعض السياسيين “الذين يريدون فصل مدونة الأسرة عن الشريعة”، معتبرا أن ذلك “إنما يدل على جهلهم”.
وقال بنحمزة في ندوة حول “مدونة الأسرة وأفق التعديل”، نظمتها “جمعية المسار” بالدار البيضاء: “بعض السياسيين حين يتكلمون في هذا (مدونة الأسرة) يبينون عن جهل كبير ومن الأحسن ألا يتكلموا”.
وتوقف المتحدث عند دعوة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، إلى حذف المادة 400 من مدونة الأسرة، التي نصت على الرجوع إلى المذهب المالكي في المسائل التي لم تَردْ في المدونة، محذّرا من تبعات ذلك على استقرار المغرب.
كما قال رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، تعليقا على ما جاء على لسان بنعبد الله في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني الأسبوع المنصرم: “هناك كثير من التيارات تتطلع إلى المغرب، ونرى أن هناك من يسبّق رمضان، وآخر يؤخّره، كما أن هناك أئمة يسلّمون أربع تسليمات في صلاة التراويح، وهناك محاولات لتفتيت الناس وتشتيتهم”.
وحذّر بنحمزة من أي مساس بالمذهب المالكي أو التفريط فيه، قائلا: “كانت هناك طوائفُ في المغرب وصُفيت كلها بالمذهب المالكي. والاطمئنان الذي ننعم به اليوم حيث لا يخالف بعضنا بعضا، ولا يقاتل بعضنا بعضا، هو من فضائل المذهب المالكي، ومَن قال غير هذا فليفْتح الباب وسوف تفِد المذاهب كلها ونختصم”، وانتقد بشدة الأصوات المطالبة بـ”إزالة المرجعية الإسلامية من المدونة”، مردفا: “هذا مستحيل، لأن كل ما فيها هي أحكام فقهية”.
وبخصوص العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، قال المتحدث: “بعض السياسيين عندنا لا يقرؤون، وعلينا أن نقول لهم ذلك. العلاقات الجنسية غير الشرعية ليست فكرة حداثية ولا حديثة؛ هذه فكرة قديمة نشأت عند المجوس ‘المزْدكيِّين’، حيث كانوا يقولون إن الناس إنما اختلفوا بالمال والنساء، ويجب أن نجعل النساء مشاعة بين الناس والمال كذلك، ومن وجد امرأة فهي له، ونشأت فوضى كبيرة”.
بنحمزة شدد على الرفض القاطع لأي محاولة لإباحة العلاقات الجنسية “الرضائية”، قائلا: “نحن لدينا في القرآن أن العلاقات الأولى (علاقة آدم وحواء) علاقة نظيفة وعلاقة زواج، وأول ما خلق الله تعالى آدمَ قال له ‘أسكن أنت وزوجك الجنة’”.
كما انتقد المتحدث ما صدر عن وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، دون ذكره بالاسم، بعد تصريحه الأخير الذي عبر فيه عن سعيه إلى تجريم مطالبة نزلاء الفنادق بعقد الزواج، قائلا: “هذا لديه عنوان اسمه الزنا، وسِمْت البغاء، والسفاح، وفي هذا آيات قرآنية. وهذه ألفاظ قرآنية ولا يمكن أن نرميها ونقول إن هذه العلاقات أصبحت مشروعة لأن سياسيا ما أراد ذلك”، وتساءل: “ماذا تستفيد المرأة من هذه العلاقات سوى أنك تريد أن تستثمرها وتستعمرها؟ يأتيها رجل بلا عقد وليس له نحوها أي واجب، يفعل بها ما يشاء ثم ينصرف، فتبقى هي مسؤولة اجتماعيا ومسؤولة في المستقبل عما تعرضت له”، معتبرا أن “العقد (عقد الزواج) هو صيانة لها، بمعنى أن لها ذمة إذا توفي زوجها”.
وزاد بنحمزة: “هم (المدافعون عن العلاقات الجنسية خارج الزواج) يريدون اجتثاث الشريعة ليدخلوا في الفوضى، والمغاربة لن يدخلوا في هذه الفوضى، ولن يكون لأي قانون يخالف الذهنية المغربية أي اعتبار عند الناس”، وبخصوص إثبات النسب دعا إلى النظر إلى هذه المسألة “كما نظر إليها الإسلام، أي على أساس أنه (النسب) ضابط التماسك العائلي، فحينما يثق الأب أن هذا ولده فإنه يقدم تضحيات لأنه ولده، وبمجرد أن يشك تضعف هذه الإرادة وربما تخلى عنه؛ والإسلام شدد في مسألة النسب، ليس فقط حفظا لمصلحة المرأة، بل لمصلحة الطفل والأسرة ككل”.
المصدر: وكالات