عاد الكاتب المغربي الطاهر بن جلون إلى بداية مساره المهني من مدينة تطوان حيث اشتغل أستاذا للفلسفة قبل الانتقال إلى ثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء، مشيرا إلى موجة الاحتجاجات التي طبعت المدينة خلال سنوات السبعينات وما رافق ذلك من تعسف على الطلبة.
وأوضح الكاتب المغربي الذي كان يتحدث خلال مروره ببرنامج “المواجهة” “FBM” الذي يعده ويقدمه الناقد والإعلامي بلال مرميد ويبث على قناة “ميدي 1 تيفي”، أن قرار وزارة الداخلية خلال السبعينات بوقف تدريس الفلسفة العالمية والاقتصار على الفكر الإسلامي، قضى على مهامه ودفعه إلى مغادرة المغرب، لأنه رأى في ذلك رقابة وخطأ، مبرزا أن الفكر الإسلامي يستحق أن يدرس، لكن ليس بمعزل عن الفلسفة العالمية.
واستحضر بنجلون أدوار الفلسفة وقدرتها على تكوين جيل واع وقادر على فهم الأشياء وله وزن داخل المجتمع، واصفا القرار بـ”الغلط” الذي لم يكن في المستوى وكانت له عواقب كثيرة، على حد قوله.
وجوابا على سؤال حول سرعة اندماجه في المجتمع الفرنسي، أوضح بنجلون أن الاندماج جاء على مراحل وتطلب منه جهدا وعملا شقا، حيث اضطر للعمل في تبييض واجهات العمارات والإقامات السكنية، وذلك بحكم عدم قدرة والديه على إرسال تحويلات مالية إليه.
وتعليقا على مقاله الأخير والمعنون بـ”السابع من أكتوبر القضية الفلسطينية ماتت مقتولة”، أوضح ضيف بلال مرميد أنه كتب ذلك بناء على ما فعلته حركة حماس وعواقب تلك الهجمة على الشعب الفلسطيني، ورد فعل إسرائيل إزاء ذلك من خلال إمطار أحياء بأكملها بالقنابل وقتل المدنيين دون أي اعتبار، مشددا على أنه قضى حياته مناضلا من أجل الشعب الفلسطيني عبر الكتابة والتدخلات والمقابلات التلفزيونية على القنوات الأوروبية والفرنسية، وأدى غاليا ثمن مواقفه.
واستحضر ضيف برنامج “المواجهة” احتجاج سفارة إسرائيل على قصيدة شعرية له نشرت على جريدة “لوموند” عقب اجتياح الجيش الإسرائيلي قرية رفح، وذلك على اعتبار أن الشعر أخطر من الكتابة النثرية نظرا لقوته في التأثير على مشاعر الناس، رافضا اتهامه بالتخلي عن القضية.
وأشار الكاتب المغربي إلى عزمه نشر مقال جديد، الأسبوع المقبل، بموقع إخباري مغربي يفضح فيه جرائم الجيش الإسرائيلي والمساندة العالمية الغربية لتلك الجرائم، مؤكدا أن ما ارتكبه الجيش الإسرائيلي أفظع وأخطر مما ارتكبته حركة حماس، مضيفا أن برنامج نتيناهو يروم تصفية الفلسطينيين.
وردا على تصنيفه ككاتب فرنكفوني مغربي، قال بنجلون إنه حصل على الجنسية الفرنسية سنة 1991، أي بعد 20 عاما من وصوله إلى فرنسا، مؤكدا أن الأمر مجرد تعبير فقط، وأنه يحب المغرب ويناضل من أجل المملكة المغربية والقيم الوطنية.
وأضاف أنه ملتزم بالدفاع عن القضية الوطنية، وهو ما عبر عنه في مقال “الحقد الجزائري يقتل”، مشددا على أن النظام الجزائري لا شغل يشغله غير كراهية المغرب والحط من المغرب، وهو ما لا يقبله، وأن الشعب الجزائري ضحية نظام الجنرالات.
واستحضر بنجلون ارتباط مغاربة العالم ببلدهم الأم، وهو ما تعكسه قيمة التحويلات المالية الكبيرة، الأمر الذي لا يوجد في الجزائر، على اعتبار أن المهاجرين لا يثقون في نظام بلادهم.
وقال الكاتب المغربي إن ثقافته السينمائية لعبت دورا محوريا وخولت له إمكانية الكتابة، واصفا فيلم “LA NUIT SACREE” المقتبس من عمله الروائي بـ”الكارثة”؛ لأن المخرج لم يفهم رؤيته، وبالتالي فشل الفيلم فشلا ذريعا وخلف استياء كبيرا لديه.
المصدر: وكالات