الخميس 25 يناير 2024 – 02:50
تمكنت المخرجة التونسية كوثر بن هنية من العبور بشريطها الوثائقي “بنات ألفة” إلى المرحلة النهائية المختصرة من ترشيحات جوائز الأوسكار العالمية في دورتها السادسة والتسعين ضمن فئتي أفضل فيلم دولي وأفضل فيلم وثائقي، ليصبح عملها الممثل الوحيد للسينما العربية في هذه التظاهرة العالمية التي تستقطب أنظار عشاق الفن السابع.
ويروي هذا الفيلم الوثائقي والروائي قصة حقيقية لامرأة تونسية تدعى ألفة لديها 4 بنات، تنخرط اثنتان منهن في تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا، وتكافح الأم لإعادتهما إلى تونس مرة أخرى في محاولة لإنقاذهما من مصير غامض.
وقد استعانت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بالأم الحقيقية وابنتيها الأصغر سناً، ليشاركا في بطولة الفيلم؛ بينما تؤدي الفنانة هند صبري مشاهد روائية للأم.
وقال الناقد السينمائي المغربي خالد الدامون: “الجميل في هذا الفيلم هو كيف تفوقت المخرجة في التحكم في الانتقال من الواقعي إلى التخييلي، حيث أكدت أن الخيال يمكن أن يتفوق على الواقع في تسليط الضوء على القصة وعلى فهمها والسقوط في مخالبها؛ ذلك أن الواقع واحد والخيال متعدد، خصوصا أن الممثلات في الفيلم حاولن إيصال الرسالة عبر لغة شعبية بسيطة أضفت على الفيلم حيوية قل نظيرها”.
وتابع الدامون أن “فيلم “بنات ألفة” يؤكد نظرة كوثر بن هنية إلى المرأة في علاقتها بالرجل، الذي لا يرى في المرأة إلا ما يشبع رغباته؛ وبالتالي نجد ممثلا واحدا في الفيلم يقوم بأداء جميع الأدوار: الزوج، الشرطي،… دلالة على أن الرجل هو الرجل..”.
وسجل الناقد السينمائي عينه أن فيلم “بنات ألفة” قريب من الحياة التونسية إبان فترة نهاية زين العابدين بن علي. لذلك اضطرت المخرجة كوثر بن هنية إلى توظيف وثائق سمعية بصرية لتحديد البيئة الاجتماعية والسياسية التي لفظت أمثال ومثيلات بنات ألفة.
وحظي شريط “بنات ألفة” بإشادات واسعة من النقاد السينمائيين والمهتمين بالفن السابع منذ انطلاق عرضه العالمي الأول خلال الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، حيث حصد فيها جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي بالاشتراك مع فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير. كما عرض هذا الفيلم في مهرجانات دولية عديدة؛ أبرزها مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
المصدر: وكالات