أمام الارتفاع “المهول” للمسابح الخاصة بفنادق مدينة ورزازات والاكتظاظ “الكبير” الذي يعرفه المسبح البلدي، يلجأ شباب المدينة إلى بحيرة واحة فينت، إحدى الواحات “الساحرة” التي تواجه التهميش وخطر الاندثار.
يجد شباب المدينة “صعوبة كبيرة” في الاستجمام في فصل الصيف، نظرا لمحدودية دخل عائلاتهم التي “لا تستطيع توفير المال للذهاب إلى المسابح الخاصة التي تعرف أسعارا كبيرة قد تصل في أحيان عديدة إلى 500 درهم”.
أمام ذلك الوضع، تبدو بحيرة واحة فينت، التي تبعد عن مدينة ورزازات بـ12 كيلومترا، الوجهة المثالية لدى شباب المدينة لقضاء فصل الصيف بأقل التكاليف؛ غير أن ذلك لا يمر دون مواجهة العديد من المخاطر، أولها “خطر الغرق بالبحيرة، التي تغيب فيها سلطات الإنقاذ”.
في السياق عينه، يناشد المجتمع المدني للمدينة من أجل إيلاء الاهتمام الكافي للواحة التي تواجه “مخاطر الجفاف، وكذا غياب العناية اللازمة لهذا المكون البيئي الفريد، فضلا عن معاناة الساكنة من تردي الطرقات المؤدية إلى الواحة والتي تربطها بجماعة ترميكت التي تشكل الفضاء الوحيد للساكنة فينت قصد قضاء حوائجهم الإدارية والشخصية”.
بابا الشيخ، فاعل مدني بمدينة ورزازات، قال إن “واحة فينت من أجمل المناطق البيئية في المنطقة، والتي تتوفر على جميع الخصائص البيئية؛ ما مكنها من جذب سياح من مختلف العالم”.
وأضاف بابا الشيخ لهسبريس أن “الواحة تواجه العديد من التحديات، على رأسها قلة الموارد المائية، نتيجة الجفاف؛ ما يؤثر بشكل مباشر على الساكنة التي لا تجد فرصا للشغل قصد تحسين معيشتهم”.
وتابع الفاعل المدني ذاته بمدينة ورزازات: “الواحة تعاني كما هو الحال لدى العديد من المناطق بالجنوب الشرقي من التهميش والعزلة، إذ يغيب تعبيد الطريق المؤدية إليها، وكذا توفير للشبكة الأنترنيت.. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات، فإن الواحة لا تزال تحت وطأة التهميش”.
حسب المتحدث عينه فإن “منتخبي المنطقة مطالبون بالترافع من أجل الواحة التي تعتبر من أبرز الوجهات السياحية بالمملكة المغربية، إذ تستقطب العديد من السياح من مختلف دول العالم”.
وشدد بابا الشيخ على أن “الفرص الاقتصادية بالقرى المجاورة للواحة قليلة للغاية، إذ تعرف اعتمادا محدودا على الزراعة؛ الأمر الذي يعرقل فرص التقدم والتنمية بهاته المنطقة، فضلا عن غياب ترويج لمؤهلاتها”.
“تحتاج المنطقة إلى استراتيجية شاملة، تهم تنمية البنية التحتية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في فينت”، استطرد المصرح لهسبريس، مبينا بذلك أن “معالجة التهميش الذي تعرفه الواحة يحتاج إلى تضافر متكامل للجهود”.
وبخصوص “خطر الغرق” الذي يهدد شباب المدينة الذي يحج إلى الواحة في فصل الصيف، أكد المتحدث سالف الذكر أن “الغرق هو الخطر رقم واحد الذي يهدد زوار البحيرة؛ وذلك بسبب غياب الحراسة من قبل السلطات، وعدم توفر مصالح للإنقاذ بالواحة”.
وزاد: “لمعالجة الأمر، لا بد من وضع علامات للتنبيه على طول الوادي تشير إلى خطر الغرق المحتمل، مع استحضار عامل الاستشراف والمراقبة، وتوفير مستلزمات الوقاية والإنقاذ خاصة الأطر البشرية وسيارات الإنقاذ”.
المصدر: وكالات