آثر الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام الصمت حيال المصاعب القضائية المتزايدة التي يواجهها نجله هانتر، بعد توجيه تهم جديدة إليه بالتهرب الضريبي على الرغم من أسلوب حياته الباذخ والإنفاق على تعاطي المخدرات.
ولطالما دافع بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، عن نجله، البالغ 53 عاما، على الرغم من أن الحزمة الجديدة من التهم الموجّهة إلى هانتر تشكّل إحراجا إضافيا للرئيس الديمقراطي الذي يأمل الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض عام 2024.
وفي حين رأى هانتر في تصريحات بثت الجمعة أن الجمهوريين يشنّون حملة تهدف إلى “قتلي” والقضاء على الإدارة الديمقراطية في واشنطن، التزم والده في اليوم ذاته الصمت حيال التهم.
وعندما سئل لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها في رحلة إلى نيفادا وكاليفورنيا إن كان يعتقد أن ابنه بريء، اكتفى بايدن بالتلويح بيده للمراسلين من دون الإجابة عن السؤال.
وكرّر بايدن الأمر ذاته قبيل صعوده على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” التي نقلته إلى مدينة لاس فيغاس، حيث أعلن أن أول قطار فائق السرعة في البلاد سيتم تدشينه عام 2028.
ويأمل بايدن، من خلال ذلك، في إقناع الناخبين المترددين بصوابية خططه الاقتصادية، خصوصا لجهة المشاريع الكبرى المرتبطة بالبنيات التحتية.
ويتوقع أن تكون الانتخابات المقررة في 2024 نسخة مكررة عن 2020، مع فارق أن بايدن سيكون هذه المرة في البيت الأبيض ساعيا إلى ولاية ثانية؛ في حين أن منافسه المرجح الجمهوري دونالد ترامب سيسعى إلى العودة إلى مقر الرئاسة الأمريكية في واشنطن، بعدما أخرجه منه بايدن في الانتخابات الماضية.
وإضافة إلى المصاعب القانونية لهانتر، يواجه بايدن الأب بدوره محاولات جمهورية للتصويب عليه عبر اتهامه بالإفادة من النشاطات التجارية لنجله في أوكرانيا والصين.
مخدرات وعشيقات وفنادق
في مقابل صمته الشخصي، لم يخفِ البيت الأبيض موقف جو بايدن حيال هانتر.
وقالت كارين جان-بيار، المتحدثة باسم الرئاسة، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الجمعة: “سبق للرئيس أن قال ذلك، وسيستمر في قوله، هو يحب ابنه ويدعمه في محاولته المتواصلة لإعادة بناء حياته”.
وشددت على أنه “فخور بنجله”.
وهانتر محامٍ درس في جامعتي جورجتاون ويال المرموقتين، وانتقل لاحقا إلى عالم الفن؛ لكنه عانى من الإفراط في شرب الكحول وإدمان الكوكايين.
والخميس، وجه المحقق الخاص ديفيد وايس، الذي ينظر في تعاملات هانتر بايدن الشخصية والتجارية، تهما عديدة للمرة الثانية إلى نجل الرئيس، تشمل تهربا ضريبيا بقيمة 1,4 ملايين دولار على الأقل بين عامي 2016 و2020.
وقال وايس في لائحة الاتهام: “أنفق المدعى عليه ملايين الدولارات على أسلوب حياة مترف في الوقت نفسه الذي اختار فيه عدم دفع ضرائبه”.
وأشار إلى أن “المتهم أنفق هذه الأموال على المخدرات والمرافقات (المومسات) والعشيقات والفنادق الفاخرة واستئجار العقارات والسيارات الفارهة والملابس وأمور أخرى ذات طبيعة شخصية… باختصار، أنفق (أمواله) على كل شيء ما عدا ضرائبه”.
وورد في لائحة الاتهام أن مدخول هانتر فاق سبعة ملايين دولار خلال الفترة ذاتها، وقام بعمليات سحب نقدي من الصراف الآلي بلغت قيمتها الإجمالية 1,6 ملايين دولار، وأنفق أكثر من 680 ألفا على “نساء عديدات” ونحو 189 ألفا على “الترفيه للبالغين”.
من جهته، أكد المحامي آيب لويل، في بيان لوسائل إعلام أمريكية، أن موكله هانتر بايدن دفع كل مستحقاته الضريبية.
وأشار لويل إلى أنه “لو كان من عائلة أخرى، لما وجّهت إليه التهم في ديلاوير والآن في كاليفورنيا”.
وكان هانتر قد اتهم، سابقا، بالكذب عندما أخفى حقيقة تعاطيه المخدرات خلال تقدمه بطلب فيدرالي لشراء سلاح.
مأساة عائلية
وفي ظل تخلفه عن ترامب في استطلاعات الرأي وانشغاله بالحربين في غزة وأوكرانيا، تأتي التهم الجديدة الموجهة إلى هانتر، لتوفّر لخصوم بايدن ذخيرة إضافية للتصويب عليه.
ويشكّل التهرب الضريبي مسألة حساسة بالنسبة لبايدن، الذي يشكو دائما من عدم دفع الأثرياء ما يكفي من الضرائب.
وفي حديث إذاعي تمّ تسجيله قبل التهم الجديدة وبثّ الجمعة، اعتبر هانتر بايدن أنه يتعرض لمضايقات من يمينيين في الولايات المتحدة يريدون الدفع به مجددا الى إدمان المخدرات.
وقال إنهم “يحاولون تدمير رئاسة. والأمر لا يتعلق بي… هم يحاولون قتلي لأنهم يدركون أن ذلك سيسبّب لوالدي ألماً يفوق طاقته على التحمل”.
وسبق للرئيس بايدن، في العام 2015، أن فقد نجله البكر بو عن عمر 46 عاما بعد معاناته من مرض السرطان.
وكان بو وهانتر أصيبا بجروح بالغة في حادث سيارة عام 1972 أودى بشقيقتهما ووالدتهما، الزوجة الأولى لجو بايدن.
وقال هانتر، في حديثه الإذاعي: “حين توفي بو، انهرت تماما. هذا ليس عذرا؛ لكنه كان السبب” لما عاناه لاحقا.
المصدر: وكالات