احتضنت مدينة الفقيه بن صالح، يومي 10 و11 غشت الجاري، النسخة الأولى من “ملتقى المهاجر” تحت شعار “الشباب المغاربة بالخارج.. انتظارات وإسهامات”، وذلك في إطار دعم جسور التواصل بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.
يأتي هذا الملتقى الذي حضره عامل إقليم الفقيه بن صالح وممثلو ورؤساء المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني، فضلا عن عدد من المهاجرين والأساتذة الباحثين والمهتمين بقضايا الهجرة الدولية، ليجسد الروابط بين المهاجرين الدوليين وبلدهم الأم، وأيضا لخلق فرص الاندماج والتعاون ترسيخا لمبادئ وقيم التعايش والتضامن والتآزر بين المغاربة داخل وخارج الوطن.
وتميز الملتقى الذي نظمته جمعية المستقبل وجمعية “سيميرا” وجمعية الخاوة العميرية الموساوية بالمهجر، بشراكة مع عمالة إقليم الفقيه بن صالح والمجلس الجماعي والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية والمجلس الإقليمي ووكالة التنمية البلجيكية وجمعية ملتقى التنمية والهجرة، بتنظيم ندوة علمية ضمت أساتذة وباحثين ومهتمين بقضية الهجرة، عالج الإطار الأول منها موضوع “الهجرة الدولية بالفقيه بن صالح.. رهانات ووجهات نظر”.
وفي مداخلته، تناول رضوان ماضي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، موضوع “L’ancrage territorial: un atout des migrants de la Région de Beni Mellal”، منطلقا من الخطاب الملكي الذي شدد على إيلاء الاهتمام الكبير لمغاربة العالم.
وأشار رضوان ماضي إلى الدور الكبير الذي يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن المصالح الكبرى للوطن، ومنها الحفاظ على التراث اللامادي لبلادنا، لافتا إلى وجود معركة تهم القوى الناعمة ومدى تأثيرها على الهويات الوطنية، معتبرا أنها “مسألة لا بد من استحضارها والدفاع عنها من لدن مغاربة العالم باعتبارهم هم السفراء الحقيقيون للمغرب”.
وأبرز أن الحفاظ على الهوية المغربية يمثل جزءًا مهما من انتماء مغاربة العالم لثقافتهم وتراثهم الوطنين، ويعتبر وسيلة للمحافظة على الروابط العائلية والاجتماعية مع الوطن، كما يمكنهم من أن يكونوا جسرا للتعاون والتبادل الاقتصادي والتقني بين الوطن والمجتمعات التي يعيشون فيها.
وأضاف أن مغاربة العالم “لهم دور في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، من خلال الاستثمار ونقل الخبرات والمعرفة،” ويشكلون “جسرًا للتفاهم والحوار بين مجتمعاتهم ومجتمعات البلدان التي يعيشون فيها، ويسهمون في تعزيز الفهم المتبادل وتقديم صورة إيجابية عن الثقافة المغربية، من خلال الحفاظ على اللغتين العربية والأمازيغية والقيم والتقاليد المغربية”.
ووقف الأستاذ الجامعي ذاته عند مسألة الهوية في أبعادها المتعددة إن على المستوى الجيو-استراتيجي أو الاقتصادي، مع استحضار مسألة السيادة لدى الدول، التي أصبحت مطروحة وبقوة. كما تحدث عن السيادة الغذائية في الأبعاد الوطنية، والرجوع إلى تثمين وتجويد المنتوج المحلي لتجسيد هذه السيادة.
وأشار الباحث إلى الدور الكبير الذي لعبته الجامعة بالاهتمام بقضايا مغاربة العالم وتخصيص ماستر “الهجرة الدولية.. المجال والمجتمع” بجامعة السلطان مولاي اسليمان ببني ملال، الذي راكم إنتاجات مهمة للباحثين في قضية الهجرة بمختلف تمفصلاتها وتأثيراتها المجتمعية والمجالية.
وشدد الأستاذ رضوان ماضي على أهمية المساهمة في التنمية المحلية من لدن مغاربة العالم في أبعادها المحلية، واستحضار الموارد الذاتية وتجويدها، والدور الاجتماعي الذي لعبه مغاربة العالم إبان الجائحة والتحويلات المهمة التي بلغت 200 مليار درهم سنة 2020، مما ساهم في ضمان نسبة مهمة من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وشكل الملتقى فرصة للاحتفاء بكفاءات علمية وثقافية ورياضية من أبناء المنطقة والجالية، واستضافة باحثين وأكاديميين لخلق النقاش والحوار حول الهجرة وتأطير المهاجرين المستثمرين وإبراز مواهب أبناء المنطقة، وذلك من خلال عرض فقرات فنية وموسيقية والاحتفاء بتراث المنطقة.
المصدر: وكالات