الأحد 12 ماي 2024 – 05:28
حذر هشام الإسماعيلي، باحث في مجال حقوق الإنسان والدراسات الدولية، مما يعرف بـ”حركة الووكيزم”، قائلا إنها أصبحت “بمنزلة دين النخب الغربية، دين بدون مغفرة، لا يستطيع التخلي عن معتقداته التي تهدف إلى إلغاء الثقافة واستئصال أي هوية وطنية أو قيم تتعارض مع إيديولوجيته، من خلال إعادة بناء التاريخ وإلغاء المعتقدات والمرجعيات بطريقة جذرية”.
وقال الإسماعيلي ضمن مقال بعنوان “أيديولوجية الووكيزم: تعميق أزمة القيم وإزاحة المرجعيات”، نشرته مجلة “لباب للدراسات الاستراتيجية” بمركز الجزيرة بقطر، إن “انتشـار مجموعـة من حـركات العدالـة الاجتماعيـة المعاصـرة صاحبه بروز أيديولوجية راديكالية، يسميها بعــض المفكرين حركــة الووكيــزم”.
وأضاف أنها “أيديولوجية نيوليبرالية يدفع مبتكروها والمدافعون عنها النخب السياسية الغربيــة والشركات العملاقة والمؤسسات الدولية والمنظمات غيـر الحكوميـة… نحـو الأصولية، وذلـك بالانتقـال مـن الدفـاع عـن حقـوق الأقليات العرقية التي تعاني التمييز بســبب العــرق واللــون، إلــى التركيز على الأقليات الجندرية والجنسية، ورفض الأســرة النووية التقليدية أنموذجا مثاليا للمجتمع، ومعاملة أي مـيل جنسي على أنه طبيعي وأخلاقي”.
وتابع: “لم يعد وضع الأقلية وحده يكسب تعاطف اليسار الحداثي، إذ أصبحت مؤشرات الحصة الديمغرافية الصغيرة والتوجهات الأيديولوجية المناصرة للنوع الاجتماعي على العجز وسياسات الهوية الجنسية مهمة بشكل رئيسي، باعتبارها دليلا ومؤشرا، والحرمان يستدعي إعطاءه أهمية بالغة في الأجندات والسياسات الدولية والوطنية”.
ونبه الباحث إلى أن “أيديولوجية الووكيزم أصبحت تتقن التنكر في شكل حركة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية عبر شبكة من المؤسسات الدولية والمجتمع المدني والنخب السياسية والاقتصادية…، لكنهــا في الواقــع لا تناهض مظاهر عدم المساواة الاجتماعية المشروعة، فهي عبارة عن أيديولوجية طوباوية لا حدود لها من أجل إلغاء الثقافة والمرجعيات والقيم والهويات الوطنية، عبر هوسها بمكافحة عدم المساواة على أساس الجنس”.
وذكر أن “هذه الرؤية التبشيرية تهدف إلى مكافحة ما تعتبر أنه شر متمثل فــي القيم والهويات الوطنية والمرجعيات الثقافية والدينية في المجتمع، أي إنها تعتبــر نفسـها ديانة بيوريتانية تطهيرية”.
أما عن الآثار المهمة لـ”الحركة التطهيرية”، فقال الكاتب: “بســبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك (تركز على المتعة والاستهلاك من خلال الفصل بين الخير والشر المتمثل في رهاب المثليين LGBTphobic ورهاب التحول الجنسي transphobia ورهاب الجنس genderphobia) عبر شبكات اجتماعية وسياسية واقتصادية لا حصر لها”.
المصدر: وكالات