قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن نسبة المؤسسات التعليمية الابتدائية التي تدرس فيها اللغة الأمازيغية بلغت خلال الموسم الدراسي الحالي 31 في المائة، كما تطور عدد الأقسام التي تدرس فيها الأمازيغية بنسبة 6,5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
وأوضح الوزير في معرض إجابته على أسئلة نواب برلمانيين في جلسة الأسئلة الشفهية الأخيرة، أن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير الإدارية والتربوية والتنظيمية والتكوينية لتوسيع شبكة مؤسسات تدريس اللغة الأمازيغية.
وأكد المسؤول الحكومي أن نسبة تغطية اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائية ستصل خلال الموسم الدراسي 2025-2026 إلى 50 في المائة، في أفق بلوغ التعميم التام خلال السنة الدراسية 2029-2030.
لكن حسب الباحث والإعلامي الأمازيغي عبد الله بوشطارت، فإن هذه الأرقام “تبقى غير دقيقة”، مؤكداً أن الوزير “لم يعط الأرقام المضبوطة التي تظهر حقيقة حضور تدريس اللغة الأمازيغية داخل الخريطة المدرسية”.
وقال بوشطارت ضمن تصريح لهسبريس: “وفق ما نتابعه ميدانيا عن طريق تتبعنا لورش إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس العمومية، يظهر لنا أن أرقام الوزارة لا تقدم صورة كاملة لما هو موجود في الواقع، فعدد الأساتذة مدرسي الأمازيغية لا يتجاوز 2000 أستاذ”.
وأبرز الباحث ذاته أن “اعتماد الوزارة خطة توظيف مدرسي الأمازيغية في التعليم المزدوج بعد إلغاء الأستاذ المتخصص، يتناقض مع هذه الأرقام ويعاكس ما يتم التعبير عنه حول سياسة التعميم وخطاب الوزارة الذي جاء موازاة مع سياستها لإنزال تعميم الإنجليزية”.
وخلص بوشطارت إلى أن “تعميم الأمازيغية صعب جدا في ظل المخططات التي تعتمدها الوزارة لتحجيم حضور هذه اللغة في منظومة التربية والتكوين؛ ذلك أن التعميم يحتاج إلى إرادة سياسية راسخة لدى الحكومة، وهو ما لا يتوفر حاليا”.
من جانبه، قال جمال أبرنوص، أستاذ باحث بشعبة الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، إن “النسبة التي يعد الوزير بتغطيتها غير واقعية بتاتا، اعتبارا لوتيرة إدماج الأمازيغية بالمدرسة المغربية، ولعدد المناصب المخصصة لها في مباريات التوظيف”.
وأورد أبرنوص، في حديث لهسبريس، بيانات عددية تهم مديرية الناظور، مبرزاً أنها تضم فقط 39 أستاذا للأمازيغية، أي ما يمثّل ربع عدد أساتذة جهة الشرق، موزعين على ثلاثين مدرسة”، معتبراً أنه “إذا صدقنا بشارة الوزير، فإن عدد أساتذة الأمازيغية سيبلغ 142 أستاذا برسم الموسم الدراسي المقبل، اعتبارا لعدد مدارس المديرية (142 مدرسة)؛ ونحن نفترض هنا أن كل مدرسة تحتاج إلى أستاذين متخصصين على الأكثر، وهو افتراض نؤسسه على الحاجة الدنيا، وإلا فإن بعض المدارس تحتاج إلى أكثر من أستاذين، لا سيما المجموعات المدرسية والمدارس ذات الكثافة التلاميذية”.
وختم الأستاذ الجامعي ذاته تصريحه بالتساؤل إن كانت وزارة التربية الوطنية “ستوظف 100 أستاذ، على الأقل، بمديرية الناظور برسم الموسم المقبل (2025)؟ أي سدس ما خصصته هذه السنة لكامل مديريات المملكة؟”.
المصدر: وكالات