يُواصل مستوى التحكيم في الملاعب الوطنية لكرة القدم إثارة الجدل من جولة إلى أخرى، ضمن منافسات الدوري الاحترافي في قسمه الأول؛ وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستوى تكوين قضاة الملاعب المغاربة، والتأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لتشخيص “الداء قبل البحث عن الدواء” المناسب لتضميد جراح الصافرة المغربية.
وأسالت العديد من الحالات التحكيمية الكثير من المداد في الجولات الماضية من الموسم الكروي الحالي، على غرار المواسم الأخيرة. كما بات “عادة” لا غبار عنها بأن تتقاطر الرسائل الاحتجاجية ضد التحكيم على العصبة الوطنية الاحترافية، بعد نهاية كل أسبوع.
وحاولت العصبة الوطنية ومعها مديرية التحكيم تشخيص الحالات التحكيمية والبت فيها، من خلال لقاء أسبوعي يُسلط الضوء على جميع الحالات التحكيمية المثيرة للجدل حتى يستفيد الحكام من الأخطاء؛ لكن ذلك لم يُغير شيئا من واقع الصافرة في الملاعب الوطنية.
وأعرب عدد من مسؤولي الأندية والمدربين واللاعبين ومعهم الجماهير عن استيائهم من قرارات تحكيمية “ظالمة” حرمتهم من نقاط الفوز في بعض المباريات، خاصة أن الحالات أحيانا تكون واضحة بالعين المجردة في وقت لا يُحرك حكام “الفيديو المساعد الفار” ساكنا وكأن شاشاتهم على مشاهد من مباريات أخرى؛ ما يزيد الطين بلة ويُفاقم الفجوة بين الحكام والأندية الوطنية.
من جهته، حمّل الخبير التحكيمي محمد الموجه مسؤولية المشاكل التي يعيشها التحكيم هذا الموسم للحكم الدولي السابق رضوان جيد، مدير مديرية التحكيم، من خلال تصريح خص به “هسبورت”، قال فيه: “أعتقد أن تعيين جيد على رأس المديرية لم يكن موفقا”.
وأضاف المتحدث نفسه: “مديرية التحكيم هي مؤسسة تحتاج التدرج، وليس من الملعب إلى رئاسة جهاز التحكيم على المستوى الوطني، كما فعل جيد، كان على الأخير أن يتسلق السلم بهدوء ليتعلم أكثر”.
وواصل: “كما أننا نُلاحظ، اليوم، أن حكاما دوليين تمّ تعيينهم في مباراة واحدة فقط، ومنهم من عُين في اثنتين من أصل 10؛ في حين أن أسماء جديدة قادت 4 مباريات فما فوق، وهذا الأمر غير منطقي، وساهم في صراع الأجيال”.
وتابع الموجه حديثه قائلا: “رضوان جيد كان عليه أن يُقحم الجيل الجديد بشكل تدريجي، عكس ما فعل هذا الموسم؛ ما جعل البعض يقول إن حكام “الفار” لا يتعاونون كما يجب مع حكام الساحة الجُدد”.
واختتم: “قلتها دائما، التحكيم المغربي يحتاج إلى الإصلاح بشكل شامل، وأن تكون المنظمة متعاونة فيما بينها، خدمة للصافرة الوطنية ودون صراعات أو قرارات غير مدروسة”.
ويُعد ورش التحكيم من بين أهم الأوراش الموضوعة على طاولة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل تكوين جيل قادر على تحمل المسؤولية ومحاسبة الحكام الذين تأكدت لديهم حالة “العود” بارتكاب أخطاء سمتها العديدة من الأندية بـ”المجازر التحكيمية”، ليبقى السؤال المطروح: متى ننجح في تكون خليفة المرحوم سعيد بلقولة وغيره من قضاة الملاعب الذين حملوا مشعل الصافرة الوطنية باقتدار على المستويين المحلي والقاري؟
المصدر: وكالات