يواجه القطاع الصحي بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في الأسابيع الأخيرة، جملة من الانتقادات بسبب المشاكل التي يتخبط فيها وتعتري عملية تدبير المواعيد وخدمات العلاج الذي يبحث عنه آلاف المرضى، خاصة المتحدرين من المناطق النائية الفقيرة.
ووفق مصادر محلية، فإن المستشفى الجامعي بطنجة، الذي دشنه العاهل المغربي أواخر أبريل الماضي، تعرض بدوره لمجموعة من الانتقادات من طرف المواطنين بسبب الخدمات التي تلقوها فيه، منتقدين ما اعتبروه “فوضى” تطبع أداء أطر المستشفى وموظفيه.
ولجأ كثير من المواطنين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم من خدمات المستشفى الجامعي، الذي رأوا فيه مخلصا لهم من “سوء” الخدمات التي كانوا يعانون منها لسنوات في أقاليمهم، قبل أن يعيشوا مواقف مشابهة فيه.
وكتبت إحدى المواطنات في صفحتها الشخصية بأحد مواقع التواصل الاجتماعي: “هناك مشكل كبير في التسيير والتنسيق بين الأطباء والممرضين”، موردة أن الحصول على ورقة الإذن بالخروج من المستشفى تتطلب ساعتين.
وقالت المواطنة ذاتها، التي اتهمت المستشفى بإعطاء ابنها جرعات مضاد حيوي، “ابني مصاب بفيروس كورونا-المتحور الجديد، أخبرتني ممرضة بأنه يعاني من التهاب السحايا، الأمر الذي كاد أن يفقدني عقلي إلى أن تأكدت من العكس في مصحة خاصة”.
في تعليقه على هذه الانتقادات، قال محمد عكوري، مدير المستشفى الجامعي بطنجة، إن المستشفى يستقبل بشكل يومي ما بين 1500 و2500 مرتفق، وهذا “عدد كبير، ولا يمكن أن ترضي الجميع”.
وأضاف عكوري، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن المستشفى يعطي الأولوية للمرضى من المستوى الثالث، وهم “المصابون بالسرطان والأمراض المستعصية”، موضحا أن المصابين بالأمراض الأخرى يتم تحديد موعد لهم يمكن أن يكون بعيدا بعض الشيء.
وأوضح مدير المستشفى الجامعي بطنجة أن قسم المستعجلات يعمل يوميا بكل طاقته الاستيعابية، البالغة 42 سريرا، مضيفا أن “المستشفى يعرف حركية مهمة يصعب معها تلبية جميع الطلبات، وإذا استطعنا إلى تلبية 70 بالمائة أعتقد أننا ناجحون”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “الإحصائيات الخاصة بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة تبين أننا منذ يونيو الماضي إلى حدود 10 دجنبر، أجرينا 8860 عملية جراحية، و25 ألفا و881 من المعاينات الخارجية والكشوفات الوظيفية”، مشيرا إلى أن “هذا الرقم يمكن أن يرتفع إذا جرى احتساب أرقام مرافق أخرى”.
ولفت عكوري إلى أن المستشفى يستقبل المرضى من مختلف أقاليم الجهة مترامية الأطراف، نافيا أن تكون هناك أي “اختلالات في تدبير عمليات العلاج ومتابعته، لأن الممرض يتبع التعليمات التي يصدرها الطبيب، ولا يمس أي مريض لا يتوفر على وصفة طبية”، على حد تعبيره.
يذكر أن الملك محمدا السادس كان قد دشن المركب الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بطنجة، وهو قطب أكاديمي وطبي للتميز يمكن بفضل كليته للطب والصيدلة من هيكلة عرض العلاجات على صعيد الجهة، وجلب كفاءات طبية جديدة وتوفير تكوين متطور.
وينسجم المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” مع أهداف برنامج “طنجة الكبرى” الذي يولي مكانة متميزة لتطوير العرض الصحي، كما يأتي لينضاف إلى مختلف المشاريع التنموية التي أطلقها الملك على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بهدف تعزيز إشعاعها وجاذبيتها الدوليين.
المصدر: وكالات