في أعماق عدد من قرى إقليم أزيلال، يتسلل خطر غير مرئي يهدد حياة الأطفال ويثير قلقاً بين العائلات. هذا الخطر ينبعث من لأعمدة الكهربائية المتهالكة التي أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لطمأنينة السكان وهدوء البيئة المحيطة.
وقال عمر أوزياد، أحد سكان تامدة نومرصيد، في حديث لـهسبريس: “في قرى تامدة نومرصيد الهادئة، وخاصة بدوار أنلوض آيت خويا لحسن، تخفق القلوب بشدة من خطر هذه الأعمدة المتهالكة”.
وزاد معبرا عن مخاوفه: “هذه ليس مجرد قضية تقنية، إنها قضية حياة وموت. في كل مرة تتعرض فيها بعض قرى الإقليم لرياح قوية، نترقب بقلق سقوط هذه الأعمدة ويعترينا خوف شديد من وقوع كارثة. ومع اقتراب فصل الشتاء، يزداد القلق بين السكان، خصوصًا الأطفال والمتمدرسين الذين يعيشون في حالة من التوتر المستمر. فعلى امتداد المداشر والحقول، تنتشر هذه الأعمدة كالأشباح، وسط صمت يثير القلق”.
وأوضح المتحدث أن الجهات المنوطة بها تدبير هذا القطاع، “لا تتواني في قطع الكهرباء عن عدادات الأسر التي تأخرت في أداء فواتير الكهرباء بمناطق جد وعرة وصعبة الولوج. وعلى العكس من ذلك، تجد صعوبة في التفاعل بسرعة مع مطالب الناس في هذا الشأن”.
في سياق متصل، كشف نشطاء وجود خيوط كهربائية عارية بالقرب من الممرات، ما يجعل الوضع غير آمن، خاصة للمتمدرسين في المراحل الابتدائية.
وتساءل هؤلاء: “هل يجب علينا أن ننتظر حدوث الكارثة قبل أن نتحرك؟ هل ينبغي لنا أن نرفع صوت الإنذار لنتجنب هذا الخطر؟”.
بالإضافة إلى ذلك، تلتمس الفعاليات ذاتها ضرورة تنظيم حملات توعية مستمرة حول خطورة سقوط الأعمدة والتصرف الصحيح في حالات الطوارئ، كما تؤكد أهمية الصيانة الدورية للأعمدة الكهربائية من قبل شركات الكهرباء، وتناشد الجميع الانتباه إلى هذا الخطر الذي يهدد سلامة السكان.
في سياق متصل، أكد مسؤول بقطاع الكهرباء أن الوكالات المعنية بالإقليم على أتم الاستعداد للتعامل مع كل الحالات المستعجلة في حينه.
يذكر أنه تم الإعلان سابقاً عن مشروع كبير في أزيلال بهدف تجديد جميع الأعمدة الكهربائية غير الصالحة، واستبدال أخرى بأعمدة إسمنتية. وقد تم الانتهاء من الشطر الأول من هذا المشروع في بعض المناطق، ومن المتوقع أن ينطلق الشطر الثاني خلال العام الجاري.
المصدر: وكالات