طالب حزب “فوكس” اليميني حكومة سانشيز بضمان “اعتراف مغربي صريح” بإسبانية سبتة ومليلية، وبوجود حدود برية بين الرباط ومدريد، معتبرا أن “هذا الأمر سيشعر الإسبان بالراحة”.
جاء ذلك خلال كلمة لنائب الحزب اليميني في لجنة الخارجية بالبرلمان الإسباني، كارلوس فلوريس، الذي أضاف أن “ألباريس ملزم بضمان اعتراف مغربي صريح بإسبانية المدينتين، وأيضا مختلف الجزر الأخرى التي تعتبرها الرباط محتلة”.
وبين فلوريس في معرض حديثه أن “مواقف المغرب بخصوص عدم وجود حدود برية معه وإسبانيا غير قانونية، ولا أساس لها في القانون الإسباني، وحتى المغربي، أو الدولي، وكذا الاتفاقات التي تجمع البلدين”.
واعتبر نائب الحزب اليميني في لجنة الخارجية بالبرلمان الإسباني أن “وجود اعتراف مغربي بإسبانية المدنيتين سيشعر الإسبان بالراحة، وعلى خصوص ساكنة سبتة ومليلية”.
ويأتي هذا الهجوم اليميني الجديد على مغربية المدينتين، وفق مراقبين، في سياق “استغلال سياسي” لمسألة تأخر فتح الجمارك التجارية للمدينتين المحتلتين، وكذا عودة موضوع الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة.
في هذا الصدد قال عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، إن اليمين الإسباني بما فيه “فوكس” تعد إثارته موضوع سبتة ومليلية والمغرب في المؤسسات التشريعية “حالة متوقعة” طيلة فترة الحكومة الحالية.
وبين البجوقي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هاته المسألة لا تمنعنا من مؤشرات تاريخية، وهي أن اليمين في إسبانيا أقرب إلى مسألة سيادة المملكة المغربية على الصحراء المغربية، أكثر من الاشتراكيين الحاليين، لكن الظرفية السياسية تحكم عليه بمثل هاته المواقف”.
واعتبر المختص في الشأن الإسباني أن “قضية سبتة ومليلية أولوية بالنسبة لحزب فوكس، ويضعها ضمن معتقداته الوطنية، التي تتمحور حول إسبانيا القوية والموحدة”.
كما أبرز البجوقي أن خطاب فوكس المعادي للمغرب وفق الحسابات السياسية الحالية سيتصاعد في ولاية سانشيز الحالية، بحكم المشاكل الداخلية التي يعرفها هذا الحزب.
ومن بين هاته المشاكل، وفق المتحدث ذاته، “تراجع قوي وصارخ في مقاعد الحزب البرلمانية في الانتخابات الأخيرة، وإعادة انتخاب الزعيم باسكال خلال المؤتمر الأخير، وخلافات حادة حول رؤساء البرلمان”، ومضى شارحا: “هاته المشاكل تظهر تفاقم حدة الخلافات الداخلية لدى فوكس، وهي حالة تظهر في العادة في جل الأحزاب الإسبانية التي تظهر بسرعة، حيث تواجه مصيرين، إما الاختفاء بسرعة، أو الاستعداد للزوال المرتقب”.
واسترسل البجوقي: “هاته الأحزاب جاءت في وقت كان فيه الناخب الإسباني بحاجة إلى مثل هاته الخطابات، حينما كانت الحكومات الإسبانية السابقة تواجه انتقادات بفعل تراخيها في التعامل مع عدد من القضايا”.
ولفت المتحدث سالف الذكر إلى أن مسألة سبتة ومليلية هي حاليا في وضع “صامت” بين المغرب وإسبانيا، إذ إن “البلدين عازمان على تطوير العلاقات إلى أبعد مدى، مع وضع الملفات الحساسة جانبا، كما أن موضوع الجمارك يبدو قريبا من الحل”، وفقه.
المصدر: وكالات