كشف عرض قدمه مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، أمام أعضاء لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، الثلاثاء، معطيات مهمة حول الحالة الراهنة للغابات بالمغرب وتنفيذ استراتيجية 2020/2030 الخاصة بها، مبرزا أهم التحديات التي تواجهها.
وسجلت المعطيات التي عرضها هومي أمام النواب بخصوص الوظائف البيئية للغابات المغربية، أن تدهور الغطاء الغابوي يقدر سنويا بـ17.000 هكتار، فيما نسبة نجاح عمليات التشجير لا تفوق 48% فقط، كما أكد أن التنوع البيولوجي يعرف “تهديدا غير مسبوق”.
وأوضح مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن المغرب يتوفر على ثالث احتياطي عالمي للفلين، مبرزا أنه رغم هذا الاحتياطي الضخم إلا أنه لا يمثل سوى 1% فقط من قيمة الصادرات، مؤكدا أن ما بين 20 و30 بالمائة فقط من إمكانيات إنتاج الخشب بالغابات المنتجة، تستغل.
وأفاد هومي بخصوص الوظائف الاجتماعية للغابات، مثل حطب الوقود، بوجود قطع مفرط للأشجار، حيث قدر المعدل بـ3 ملايين طن من حطب التدفئة سنويا، فيما يلتهم الرعي الجائر من 2 إلى 3 أضعاف القدرة الإنتاجية للمراعي الغابوية.
وأوضح المسؤول ذاته، في العرض الذي اطلعت هسبريس على تفاصيله، أنه في إطار الاستراتيجية الجديدة، جرى تنفيذ مجموعة من التدابير المحفزة لفائدة مستعملي الغابات، وذلك وفق نموذج جديد بمقاربة تشاركية.
وعرفت الفترة ما بين 2020 و2022 تنفيذ مشاريع اجتماعية لفائدة الساكنة المجاورة للغابات، منها دعم 450 مشروعا اجتماعيا تم إنجازه ضمن إطار تعاقدي مع الجماعات الترابية، وفتح وصيانة المسالك الغابوية، بالإضافة إلى تزويد الدواوير بالمياه الصالحة للشرب.
كما همت المشاريع المذكورة تشييد ملاعب القرب لفائدة شباب الساكنة المجاورة للغابات، وتطوير مشاريع جديدة بالنظم الغابوية الهشة، لا سيما في المناطق الحساسة.
وأشار العرض ذاته إلى أن الربع الأول من سنة 2023 شهد توقيع 35 اتفاقية إطار لفتح 30 كلم من المسالك وإعادة تأهيل 40 كلم، و29 اتفاقية لإنجاز مشاريع اجتماعية واقتصادية.
وفي إطار مساعي التحكم في تكاثر الخنزير البري والحد من الأضرار التي يلحقها بالأراضي الزراعية، أوضح هومي أنه بناء على طلبات الساكنة جرى تحديد 360 نقطة سوداء، إذ تم تركيب أقفاص المصائد في المناطق الحساسة بهدف اصطياد الخنازير البرية في الأماكن التي تكون فيها الإحاشات غير فعالة.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن هذه التقنية تستعمل في أقاليم تزنيت وطنجة والرباط، وتم قنص 15 ألف خنزير بري منذ 2020، فيما جرى تمديد هذا البرنامج خلال السنة الجارية.
وعلى مستوى تطور المخالفات الغابوية، أشار التقرير إلى أن المقاربة التشاركية تبرز المنحى التنازلي لهذه المخالفات، إذ تراجعت بنسبة 25 بالمائة في الفترة ما بين 2020 و2022 مقارنة مع الفترة ما بين 2017 و2020، إلى 10240 مخالفة بعدما كانت 13560.
المصدر: وكالات