يعول وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد بنسعيد، على « جواز الشباب » الذي أطلقته وزارته العام الفائت، كإحدى الوسائل المتاحة لتعزيز مقدرات الحكومة على مواجهة الموجة المتكررة للهجرة الجماعية إلى أوربا.
بنسعيد جدد تأكيده في كلمة ألقاها الجمعة، بالجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية لحزبه في بوزنيقة، على أهمية « جواز الشباب (PASS JEUNES) »، الذي بدأ تجريبه في أبريل 2023، محصورا على مناطق الرباط وسلا. وقد تعهد الوزير بتعميمه مع نهاية هذا العام، كما قال في ملتقى حزبه.
مدافعا عن جوازه باعتباره « آلية للتواصل، تعكس اهتماما بالشباب، وتبني مسارا للثقة »، يأمل الوزير أن تتقوى ثقة الشباب « عندما يتبين بأن الخدمات المقدمة حقيقية »، مضيفا أنه « سيحدث ذلك بشكل تدريجي ».
معتبرا أن الانتظار الأول للشباب هو التشغيل، كشف بنسعيد أن وزارته « تبحث عن صيغة للعمل مع وزارة التشغيل في هذا الصدد »، مشيرا إلى وجود « نجاحات بين الشباب المغربي، رغم أن المهاجربن الذين يغامرون بأنفسهم لا يؤمنون بأن هناك مصعدا اجتماعيا ». مؤكدا على وجود « شباب درسوا في كليات بالمغرب، وقد نجحوا في الحياة ».
وبعدما شدد على « وجوب خلق حلم أو أمل مغربي »، أبرز الوزير أن حزبه « يريد أن يكون بين الأحزاب المغربية التي تفتح الباب على مصراعيه لهذا الحلم، حيث لا تهم خلفية أي شاب في تمكينه من الوصول إلى تحقيق مطامحه ».
ويلاحق القضاء المغربي 152 شخصا بسبب دعوات تحرض على الهجرة غير القانونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتج عنها نزوح آلاف الشباب والقصر نحو جيب سبتة الأحد الفائت، وفق ما أعلنت الحكومة الخميس.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي « في إطار محاربة دعوات التحريض على الهجرة السرية تم تقديم 152 شخصا أمام أنظار العدالة ».
وأضاف ردا على أسئلة حول محاولات الهجرة المكثفة « نأسف لما حدث… للأسف يتم تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ».
وصدت الشرطة المغربية الأحد آلاف الأشخاص الذين كانوا يحاولون الوصول إلى سبتة انطلاقا من مدينة الفنيدق المتاخمة للحدود في شمال البلاد، بعد انتشار منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحرض على ذلك.
وأوضح بايتاس أن « عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بشكل غير قانوني يناهز 3 آلاف »، مؤكدا « تم إفشال كل المحاولات ».
أثار الحادث انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن جانب أحزاب معارضة حول أوضاع الشباب الأكثر معاناة من الفوارق الاجتماعية في المملكة.
وأظهرت مقاطع فيديو العديد من القاصرين بين الموقوفين، فيما أثارت صورة تظهر بعضهم جالسين بظهور عارية قرب سيارة لقوات الأمن، جدلا واستياء واسعين.
وأعلنت النيابة العامة على إثر ذلك « فتح بحث قضائي في الموضوع للوقوف على مدى صحة هذه الوقائع وخلفيات نشر تلك الصور ».
تفيد معطيات رسمية أن واحدا من كل أربعة شباب (15-24 سنة) أي ما يعادل 1,5 مليون شخص لا يعملون ولا يدرسون، وفق ما أورد موقع « ميديا24″، الخميس.
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن السلطات منعت في شهر غشت وحده أكثر من 11300 محاولة للعبور إلى سبتة، ونحو 3300 محاولة للعبور إلى مليلية أيضا.
وفضلا عن المدينتين، يتخذ المهاجرون غير النظاميين سواء المغاربة أو القادمين في الغالب من إفريقيا جنوب الصحراء، قوارب لعبور البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي نحو جزر الكناري.
وأحبطت السلطات المغربية في المجموع أكثر من 45 ألف محاولة هجرة غير قانونية منذ بداية العام.
وسجل وصول أكثر من 22300 مهاجر هذا العام حتى 15 غشت إلى جزر الكناري انطلاقا من سواحل شمال غرب إفريقيا، ما يشكل زيادة بـ12 في المائة خلال عام.
المصدر: وكالات