يقول خبراء عسكريون إن الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على إسرائيل يوم الثلاثاء كان الأكثر تعقيدًا حتى الآن، حيث استخدمت إيران صواريخ متقدمة من طراز “فتاح-1″ و”خيبر شكن”، التي يصل مداها إلى 1400 كيلومتر.
هذا الهجوم يعكس زيادة في تعقيد الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، إذ يسمح بمرور مزيد من الرؤوس الحربية نتيجة تطوير قدرة المناورة للصواريخ.
وفقًا للخبراء، فإن هذه الصواريخ، التي تعمل بالوقود الصلب، تجعل التحذير المسبق لإطلاقها شبه مستحيل، وتتميز الرؤوس الحربية بإمكانية المناورة، مما يعقد عملية التصدي لها.
جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في مركز جيمس مارتن للدراسات الدولية، أشار في تصريحات لـ”رويترز” إلى أن سرعة الإطلاق تعني وصول الصواريخ دفعة واحدة، مما يزيد الضغط على الدفاعات.
الهجوم السابق الذي وقع في أبريل الماضي شهد استخدام صواريخ “فتاح-1″، إلا أن أغلب الصواريخ حينها كانت من طراز “عماد”، والتي أظهرت معدل فشل يصل إلى 50%. أما في الهجوم الأخير، فقد استخدمت صواريخ أكثر دقة، إذ يقدر معدل الخطأ الدائري المحتمل بـ 20 مترًا.
وأظهرت مقاطع مصورة من الهجوم سقوط أجزاء نارية على الأرض، ورغم أن العديد من الصواريخ تم اعتراضها فوق الغلاف الجوي، إلا أن بعضها تجاوز الدفاعات. وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن مدمرتين أطلقتا نحو 12 صاروخًا اعتراضياً على الصواريخ الإيرانية.
أنكيت باندا من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أكد أن مقارنة الهجوم الأخير مع هجوم أبريل الماضي صعبة نظرًا لتغير الأسلحة المستخدمة وتطور الدفاعات. وأضاف أن الهجوم الأخير استخدم صواريخ أكثر تطورًا وبتنسيق أكثر دقة.
من جهته حذر مالكوم ديفيس، المحلل في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، من أن الهجمات المستقبلية قد تصبح أكثر تعقيدًا إذا تم تنسيقها مع صواريخ كروز والطائرات المسيرة، مؤكدا أن الهجوم الإيراني قد لا يكون أقصى نطاق الهجوم الذي قد تشهده المنطقة.
وفي سياق متصل، قال شهود إن سامح خضر حسن العسلي، فلسطيني من غزة (38 عامًا)، كان القتيل الوحيد المعروف في الهجوم الإيراني.
العسلي، الذي كان يقيم في مجمع لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، قُتل جراء سقوط حطام صاروخي. وأظهرت كاميرا مراقبة سقوط أنبوب معدني كبير من السماء، أصاب العسلي وأدى إلى مقتله على الفور.
المصدر: وكالات