في أعقاب تأييد حكومة إسبانيا “الطابع الأوروبي” لمدينة مليلية المحتلة، معلنة دعمَها طلب انضمام تقدَّمت به إلى لجنة الأقاليم والمناطق التابعة للاتحاد الأوروبي، مازالت المواقف الوطنية تتوالى، من أطياف متعددة، متشبثة بمغربية الثغرَيْن المحتلّيْن وعودتهما إلى السيادة المغربية.
بهذا الشأن، أصدر المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي، أمس الأربعاء، بیانا حول “مخطط ترسيخ استعمار إسبانيا لسبتة ومليلية”، بشكل متزامن مع الإعلان المغربي، أول أمس الثلاثاء، عن ترشح المملكة في ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم “كأس العالم 2030”.
وندد التنظيم السياسي ذاته، بشدة، بـ”استمرار استعمار المدينتين سبتة ومليلية وباقي الجزر الشمالية”، معتبرا ذلك وصمة عار على الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي لا تمحى إلا بعودة المدينتين السليبتين وباقي الجزر المحتلة إلى حضن الوطن المغربي.
وانتقد الحزب “مختلف الزيارات الرسمية والحكومية للمدينتَين بدون أدنى تحفظ ديبلوماسي (إسباني) خلال السنتين الأخيرتين”، واصفاً بـ”الخبر السيّء” دعمَ حكومة سانشيز لطلب المقيمَيْن الاستعماريين (حاكمي المدينتين)، خوان فيفاس وإدواردو دي كاسترو، للانضمام إلى “اللجنة الأوروبية للمناطق والأقاليم”، التي هي هيئة استشارية تابعة للاتحاد الأوروبي.
وذهب البيان إلى اعتبار أن هذا الوضع “سيرسّم أكثر تبعية المدينتين للمستعمر، ويحاول أن يبعد عنهما طابعهُما الاستعماري”.
“تُعتبَر سبتة ومليلية المغربيتان والجزر الشمالية من بين أقدم جيوب الاستعمار بالقارة الإفريقية، وقد واجه استعمار المدينتين مقاومة شعبية، وحتى رسمية، منذ القرن 15 وإلى تاريخ قريب”، يؤكد بلاغ المكتب السياسي لـ”النهج”، مذكراً بدور “الحركة الوطنية والحركة التقدمية التي طالبت بجلاء الاستعمار الإسباني عن المدينتَيْن والجزر الشمالية خلال مرحلة الحماية وبعد الاستقلال الشكلي”.
وانتقد الحزب ذاته “أسلوب الدولة المغربية المتردد وغير المبدئي في التعامل مع المدينتين والجزر الشمالية من خلال عدم طرحهما على اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، وجعل المدينتين وسيلة للضغط السياسي من حين لآخر فقط وليس قضية مبدئية لجلاء الاستعمار”، محذرا من أن ذلك “جعل الدولة الإسبانية تدفع في اتجاه حسم ملف المدينتين في اتجاه ترسيخ الدمج النهائي لهما في التراب الإسباني وفي المنظومة القانونية الأوروبية”.
كما أدان “النهج” ما وصفه بـ”الصمت والتواطؤ المشبوه حول ما يُدبَّر للمدينتين من مخطط لترسيخ دمجهما نهائيا في التراب الإسباني”، مستنكرا عدم طرح قضية المدينتين والجزر الشمالية على “اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار”، رافضا رفضا قاطعا “أية مساومات أو مقايضات بالمدينتين المستعمرتين مهما كان شكلها وهدفها وخلفياتها”.
ودعا حزب النهج الديمقراطي العمالي القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية إلى تشكيل “جبهة للدفاع عن المدينتين المستعمرتين، وللمطالبة بتصفية الاستعمار عنهما وعن باقي الجزر، وكذا للضغط على الدولة لطرح القضية في المحافل الدولية لتصفية الاستعمار، والابتعاد عن أي شكل من أشكال المساومة بهما”.
المصدر: وكالات