يبدو أن الأوضاع في قطاع التعليم مرشحة نحو مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، إذ إن التضارب الحاصل على مستوى نسبة المشاركة في الإضراب الوطني الذي أعلنته التنسيقيات وانخرطت فيه النقابات، بين المهنيين والوزارة، سيزيد من حدة التوتر.
وتمسكت النقابات والهيئات المنخرطة في الإضراب بالأرقام التي كذبها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أمس الثلاثاء، في تصريح حصري لهسبريس، إذ أكد أن عدد المشاركين في الإضراب بلغ 90 ألفا، أي حوالي 30 في المائة من إجمالي موظفي القطاع البالغ أزيد من 300 ألف، في وقت أكدت النقابات أن نسبة المشاركة فاقت 90 في المائة.
وقال عبد الله غميمط، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي، والقيادي في التنسيق الوطني لقطاع التعليم، إن “الخطاب الذي يتبناه وزير التربية الوطنية تجاه احتجاجات وإضرابات الأساتذة دعاية مضادة وتشكيك في نجاح الإضراب”.
وأضاف غميمط، في اتصال هاتفي مع جريدة هسبريس الإلكترونية: “الإضراب ناجح في جميع المديريات، ولا مجال للدعاية المضادة والتشكيك من أجل زرع بذور التفرقة”، مؤكدا أن عدد المضربين عن العمل في تصاعد خلال اليوم الثاني من الإضراب.
واعتبر النقابي ذاته أن “الإضراب يضع الكرة في مرمى الوزارة”، مبرزا أن “الأساتذة يفهمون النظام الأساسي، عكس ما يدعي الوزير، وتحسين الدخل عبر تعويضات التصحيح نوع من الضحك على الذقون”.
كما أفاد غميمط بأن نظام التحفيز الذي جاء به النظام الأساسي الجديد، والمتمثل في منح موظفي 500 مؤسسة منحة سنوية قدرها 10 آلاف درهم، يهدف إلى “خلق التمييز بين المؤسسات والأساتذة”، مشددا على أن “أي تحفيز ينبغي أن يشمل الجميع وليس مؤسسات بعينها”.
وزاد المتحدث ذاته أن “التحفيز بهذه الطريقة غير كاف ومشوب بمجموعة من العيوب والنواقص، فيما الكل ينبغي أن يتم تحفيزه، مع إقرار الشهر الثالث عشر”، معتبرا أن هذا المنطق “يؤسس للمقاولة وليس للتعليم العمومي كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية يحتاج العاملون فيها إلى التحفيز الآني”.
في غضون ذلك، أكدت مصادر نقابية أخرى نجاح الإضراب بشكل كبير في مختلف ربوع المملكة، معتبرة أن الأرقام تبين أن النسب تفوق 90 في المائة، وتصل في الكثير من المناطق إلى 100 في المائة، معتبرة أن تصريحات وزير التعليم “غير صحيحة”.
وكان شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أعلن أمس، في تصريح حصري لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأرقام الرسمية التي سجلتها وزارته بخصوص عدد نساء ورجال التعليم الذين شاركوا في الإضراب تقدر بحوالي 90 ألفا، الأمر الذي أغضب الكثير من النقابيين.
المصدر: وكالات