عاشت مدينة طنجة مع افتتاح الملعب الكبير حالة من الازدحام غير المسبوق قبل وبعد إجراء المباراتين الوديتين للمنتخب الوطني، اللتين سجلتا حضورا جماهيريا كبيرا توافد على “عروس الشمال” من مختلف مدن المملكة، بل وحتى من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وهو الحدث الذي جعل البعض يتساءل عن قدرة المدينة على استضافة تظاهرات رياضية كبرى من دون مواجهة اختناق مروري يشل الحركة فيها.
ومثلت المباراتان معا اختبارا حقيقيا لسلطات عاصمة البوغاز في تدبير الحدث الكبير وتيسير عملية التنقل، حيث ظهرت بعض المشاكل الحقيقية على مستوى الطرق وأماكن الركن التي تمثل تحديات كبيرة يجب معالجتها.
عبد العظيم الطويل، نائب عمدة مدينة طنجة، أكد أن المدينة عرفت يومي المباراتين “حالة اختناق مروري غير مسبوقة، خصوصا على مستوى المحاور الرئيسية التي تؤدي إلى الملعب الكبير”، مسجلا وقوع ارتباك كبير في حركه السير دفع إلى وصول بعض الجماهير بشكل متأخر إلى الملعب.
وأضاف الطويل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن حركة السير “كانت شبه متوقفة في مجموعة من المحاور المؤدية إلى المدينة أو خارجها”، لافتا إلى أن امتلاء أماكن ركن السيارات المحيطة بالملعب “أدى إلى تعميق المشكلة، خصوصا مع غياب معرفة المواطنين بأن هذه المواقف خاصة بأصحاب تذاكر الدرجة الممتاز (VIP) والضيوف الخاصين”.
وشدد نائب عمدة طنجة على أن المدينة لـ”أول مرة تعرف حضور عدد كبير من الجماهير، وهو ما جعلها تعرف هذا الاكتظاظ، بالرغم من وجود مسارات جديدة وتوسعة الطرقات وإحداث محاور طرقية جديدة، إلا أنها لم تستوعب هذا العدد الكبير من الجماهير”.
وشدد الطويل على أن التجربة التي عاشتها المدينة تفرض على الجماعة، بتنسيق مع السلطات الولائية، “العمل على إحداث طرق ومسارات جديدة عن طريق حافلات النقل العمومي وتوجيه الناس وحثهم على عدم استعمال السيارات الخاصة في التنقل إلى الملعب لتفادي الاكتظاظ”، موردا أن الحدث بين مجموعة من “الاختلالات يمكن تداركها في المحافل التي ستستضيفها المدينة في المستقبل”.
وذكر أن الجماعة ستعمل على توجيه مجموعة من التوصيات، بتنسيق مع السلطات، من أجل تحسين تدبير حركة السير في الأحداث الكبرى بالمدينة، وقال: “نشتغل على تأسيس مخطط واضح ينظم عملية الوصول إلى الملعب، مستفيدا من أسطول الحافلات الجديدة التي ستبدأ الخدمة انطلاقا من دجنبر المقبل وتكون متاحة لجميع المواطنين والمواطنات مع بداية كأس إفريقيا للأمم”.
من جهته، يرى أحمد الطلحي، الباحث المهتم بالمجال الحضري لمدينة طنجة، أن الجميع “لاحظ أن هناك إشكالا كبيرا في حركة المرور والسير والجولان بالمدينة خلال تنظيم مباراتي المنتخب الوطني، خصوصا بالنسبة للأحياء المجاورة للمدينة الرياضية وما بين المدينة الرياضية ووسط المدينة”.
وأفاد الطلحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الاختناق المروري الذي عاشته المدينة “ليس فقط بعد خروج الجماهير التي حجت إلى الملعب الكبير لطنجة لمشاهدة المباراتين، وإنما شوهد ولوحظ لساعات قبل بدء المباراتين، لكنه لم يدم طويلا بعدهما”.
وأكد الطلحي أهمية إثارة الموضوع والتحدث عن “بعض الهفوات أو الأخطاء التقنية في بناء الملعب الذي جاء في ظروف استعجالية، وكان من الطبيعي أن تقع هذه الأخطاء”، لافتا إلى أن هناك فرصة لـ”تصحيح هذه الأخطاء”، وأن “الاختناق المروري أصبح ظاهرة يعيشها المقيم في مدينة طنجة والزائر على حد سواء”.
وقال المتحدث ذاته إن “حضور عشرات الآلاف إلى المعلب أكيد سيكون له تأثير واضح، ورغم أن هناك مشاريع في المستقبل، خصوصا الخط السككي الذي سيربط ما بين محطة القطار والمدينة الرياضية والمطار الدولي ابن بطوطة، والذي سيكون جاهزا بمناسبة تنظيم المونديال، إلا أنه لا بد من معالجة الأمر قبل العرس العالمي”.
ودعا الطلحي إلى تجريب الحلول المنتظرة قبل المونديال لتفادي الوقوع في مثل هذه المشاكل خلال تنظيمه، كما شدد على ضرورة إيجاد حلول تقنية للتغلب على هذه الاختناقات المرورية، وحث على الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال التي تربط الملاعب بالأنفاق والممرات تحت أرضية.
The post "الملعب الكبير" يختبر الجولان بطنجة appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
المصدر: وكالات
