على مرمى حجر من مخيمات تندوف على التراب الجزائري، حيث تحتجز ميليشيات “البوليساريو” الصحراويين، تقع جماعة المحبس المغربية.
على تراب هذه الجماعة تقع آخر نقطة من الطريق المعبدة على الحدود مع الجزائر، وتضم عددا من المرافق الموضوعة رهن إشارة السكان، على قلتهم؛ فيما تجري الأشغال على قدم وساق لإنجاز مشاريع أخرى.
وعلى غرار باقي الأقاليم الصحراوية للمملكة، ما زال المجتمع الصحراوي في جماعة المحبس محافظا على تقاليده، حيث ما زالت النساء يحكْن النسيج داخل الخيام، وغير بعيد يتعلم الجيل الصاعد قواعد استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة.
تتوفر الجماعة الترابية المحبس على مركب متعدد الاختصاصات، تقدم فيه خدمات ذات طابع ثقافي وتربوي وترفيهي وفني وتوعوي ورياضي للشباب المحلي.
ويُعتبر هذا الفضاء، كما هو مدون في ورقة تقنية موضوعة عند بابه، “فضاء للتعلم الاجتماعي والديمقراطي، يمكّن الشباب من فرص الالتقاء والعيش والتأقلم داخل المجموعة، بالإضافة إلى الانفتاح على الآخر وتعلم قيم التسامح”.
معالم تحقيق هذا الهدف تعكسها مشاهد أطفال من المستفيدين من خدمات المركّب، وهم ملتئمون، في شكل مجموعات للقراءة والمناقشة، وأمام شاشات الحواسيب، أو على طاولة لعب الشطرنج.
وبالرغم من أن المركب متعدد الاختصاصات بجماعة المحبس مخصص بالأساس للشباب والأطفال، فإن باقي الفئات تستفيد منه، إذ يضم قاعة مخصصة لبرنامج دعم تثمين الخيمة الصحراوية بإقليم آسا الزاك، والذي يهدف إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة المنتجة للخيمة الصحراوية.
ولئن كانت الجماعة الترابية المحبس تقع على طرف الحدود فإن ذلك لم يحُل دون استفادتها من نصيبها من برامج التنمية، ومن بين البرامج التي يتم تنفيذها في تراب الجماعة، حاليا، مشروع بناء مركز للاستقبال.
ولمواجهة مشكل التصحر، تنفذ الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشراكة مع المجلس الإقليمي لآسا الزاك، برنامج تخليف التشكيلات الغابوية المحلية ومحاربة زحف الرمال.
وتتم الاستعانة، في مجال تخليف التشكيلات الغابوية المحلية، بغرس أشجار الطلح الصحراوي والخروب. وتتم محاربة زحف الرمال من خلال زرع أشجار الطرفة والأكالبتوس، الذي يستعمل أيضا في خلق أحزمة خضراء في المجال الحضري.
ومن بين المشاريع التي سيتم إنشاؤها في جماعة المحبس فضاء للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، باعتبار المكانة التي تتبوأها الجماعة في الخطوط الأمامية للدفاع عن حدود المملكة والمكانة التاريخية التي تتبوأها المنطقة في خريطة المقاومة وجيش التحرير ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي.
ورُصد للمشروع غلاف مالي بقيمة 3 ملايين درهم، بتمويل من جهة كلميم واد نون؛ وسيتم بناؤه على مساحة إجمالية تصل إلى 1600 متر مربع.
المصدر: وكالات