بدأ المغرب يجني ثمار توجهه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة، لا سيما الطاقة الريحية والطاقة الشمسية، من أجل توفير ما يزيد على نصف حاجياته من الطاقة وتقليص كلفة الإنتاج.
وتمكنت المملكة من توفير 40 في المئة من الفاتورة الطاقية للمساجد، بعد التأهيل الطاقي لأكثر من 3000 مسجد، وهو البرنامج الذي سيتم تعميمه في جميع مناطق المملكة ليشمل كافة المساجد.
التوجه نحو اعتماد الطاقات المتجددة حقق أيضا نتائج إيجابية على مستوى الإنارة العمومية، إذ تشير معطيات صادرة عن شركة الهندسة الطاقية إلى أن التأهيل الطاقي للإنارة العمومية في مدينة مراكش مكّن من اقتصاد 60 في المئة من الفاتورة الطاقية.
وتشير المؤسسة ذاتها، التابعة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إلى أن نسبة الاقتصاد في الطاقة وصلت في بعض الأحياء بمراكش بعد التأهيل الطاقي للإنارة العمومية إلى 70 في المئة، حيث تم تركيب ثلاثة آلاف مصباح جديد.
ويسعى المغرب إلى استغلال الطاقة الشمسية، عبر إنشاء حقول من الألواح، من أجل مضاعفة إنتاجه من الطاقة، لينتقل من 20 في المئة حاليا إلى 52 في المئة في أفق سنة 2030، وهو المشروع الذي سيمكّن أيضا من خفض تكلفة الإنتاج الطاقي.
ويتوسع الانتقال إلى اعتماد الطاقات المتجددة كمصدر للطاقة في المؤسسات العمومية، بشكل تدريجي؛ فإضافة إلى المساجد، قامت شركة الهندسة الطاقية، الذراع المالي للدولة في قطاعي الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، بالتأهيل الطاقي لـ35 مركزا اجتماعيا في جهة الرباط-سلا-القنيطرة، بهدف اقتصاد 40 في المئة من الطاقة.
وتطمح المملكة إلى تخفيض استهلاك الطاقة أيضا في مجال النقل العمومي، حيث انطلقت التجربة في مراكش بتشغيل عشر حافلات كهربائية بالطاقة الكهربائية النظيفة، التي يتم إنتاجها في محطة للطاقة الشمسية قُدرتها 750 كيلو واط، ممولة بمنحة من الصندوق العالمي للبيئة.
وتشتغل شركة الهندسة الطاقية حاليا على تطوير منظومة معلوماتية لتتبع ورصد النجاعة الطاقية على الصعيد الوطني، من أجل تقييم استراتيجيات وبرامج ومشاريع للنجاعة الطاقية في جميع القطاعات.
المصدر: وكالات