“لماذا لم يُقبل الدعم الفرنسي؟”، هذا عنوان برنامج على قناة فرنسية.
لا وجود للمغرب في عنوان البرنامج الذي يتناوله؛ إنه مبني للمجهول، لكنه صار موضوعا رئيسيا في جل وسائل الإعلام الفرنسية في التوقيت نفسه والموضوع نفسه وبالصيغة نفسها.
لنفسر هذا بالصدفة.
يقول صحافي: هناك عرض مساعدة من فرنسا. مرت 72 ساعة بعد العرض ولم يتم قبوله. الرباط لا ترد كأن فرنسا غير موجودة.
– لماذا لا يتصرف المغرب كما نتوقع نحن الفرنسيين منه؟.
– لأنه بلد مستقل.
جاء الجواب في برنامج آخر: دولة المغرب ليست هايتي المنهارة.
ذكرت قناة “أوربا واحد” أن الدعم الفرنسي موضوع على طاولة المغرب. في مطلع البرنامج سئلت سميرة سيطايل: لماذا لا ترد الرباط على باريس؟.
توضح المغربية: إن المغرب لم يرفض المساعدة بل شكر فرنسا.
ومن يستمع؟.
يستنتج الصحافي أن في تجاهل المساعدات الفرنسية ضررا يلحق السكان ضحايا الزلزال.
تجيب سميرة سيطايل: لا أرى تجاهلا لضرر السكان. هذا تحريض ضد المغرب. تقول إن الحكومة ترفض المساعدة لتضر بالمغاربة.
يفترض الصحافي فرضية ثم يتعامل مع فرضياته كحقائق. لغة الخشب هي تأويل ذاتي للواقع.
قبل أن تجيب سيطايل قوطعت عدة مرات: لماذا قبلتم دعم إسبانيا؟.
تشرح لهم أنه بينما يدفن الموتى لا جدوى من الجدل.
في برنامج عاشر ربط صحافي بين رفض المساعدة وكون الملك محمد السادس لم يرد على الاتصال الهاتفي من الرئيس ماكرون.
جاء جواب الصحافية فدوى إصلاح من جون أفريك: كان الملك في اجتماع عمل.
قفز الصحافي إلى ملاحظة أخرى:
الملك غير مرئي.
لماذا الملك محمد السادس لا يغرد؟.
– لأنه لا يسير البلاد من “تويتر”.
نبهت فدوى إصلاح إلى أن الملك موجود وأجهزة الدولة تعمل في الميدان. المطلوب ليس الخطاب.
كل مرة تقاطع فدوى في هذه البرنامج الدعائي الذي يمثل حربا على الوعي.
أشارت فدوى إصلاح إلى الصحراء المغربية فقدم الصحافي معلومات ناقصة أو محورة لأغراض ملغومة تطمس المنطق.
شرحت السيدة فدوى الوضع فتذكر الصحافي الفرنسي مثلا مغربيا ترجمته له: “اللي درقك بخيط درقو بحيط”.
يسأل الصحافي: لماذا لم يصرّح الملك بعد؟ لماذا لمْ يَخْطب؟
ثم يقرر: نحن في فرنسا لا نفهم غياب الملك.
أجابه أحدهم: هذا ليس ملك في تويتر.
شرح لهم الوزير الشاعر المولود في مدينة الخميسات دومينيك دو فيلبان “إن للقصر الملكي طريقته في التواصل”.
تذكير: يجري هذا الجدل في باريس وليس في الرباط.
في برنامج آخر تساءل الصحافي: انتقى المغرب دولا قليلة الأهمية لتساعده. لماذا؟.
جاء حكيم المرحلة المحامي جون بيير مينياردJean-Pierre MIGNARD، جلس أمام الكاميرا ونطق بنهر حماقات:
سيتضرر السكان لأن المغرب لم يقبل المساعدة الفرنسية رغم أن كلاب فرنسا أفضل تدريبا.
تم التذكير بأن المغرب بلد ذو سيادة.
في هذا البرنامج التلفزيوني مرت 24 دقيقة من عمره قبل أن تأخذ نجاة فالو بلقاسم الكلمة؛ كان الآخرون يسبقونها ليجيبوا عن الأسئلة الموجهة لها. وحين تكلمت عبرت عن غضبها من الذين يعلقون من باريس عما يجري في مراكش… لا يحاور الصحافي السيدة نجاة كفرنسية.
في برنامج آخر وصل القصف إلى أن أعلن صحافي فرنسي أن “المغرب محظوظ لأن الزلزال ضرب مناطق ضعيفة الكثافة السكانية”.
ينطق الأحمق بأمنياته.
هذا ليس وقت الجدل، لكن اللحظة مناسبة لكشف كم أحكام الحس المشترك والأفكار الاستعمارية المسبقة التي تقود هذا الجدل وتشحذه ضد المغرب.
في برنامج آخر تسأل صحافية عن إعادة بناء المنازل لأنه لا يمكن الاعتماد على الخيام، تصحح لها رشيدة داتي: الآن الأسبقية للإنقاذ، للبحث عن أحياء. الأسبقية للتضامن وبعدها يأتي البناء الذي وقف عليه الملك شخصيا بعد زلزال الحسيمة في 2004.
كانت الصحافية تتحدث مع رشيدة داتي الباريسية كمغربية.
في القناة الأولى الفرنسية حاورت الصحافية جمال الدبوز عما لديه من معلومات عما جرى في مراكش فأجاب بأنه قضى النهار على الهاتف يسأل عن الأهل والأصدقاء.
سألته الصحافية فجأة:
هل ستذهب إلى المغرب؟.
– نعم هذا المساء أدخل البلد، والدولة المغربية تقوم بعمل عظيم. وسأرى ما يمكنني فعله لنبني.
يستخدم ضمير الجمع.
وما ينقص هو الدم.
بعدها ظهر لاعبو المنتخب وجمال الدبوز والملك يتبرعون بدمهم.
لقد نفض الزلزال الغبار عن معدن القلوب بالمغرب.
لاحظ صحافي أنه لم يتم انتقاء فرنسا للمشاركة في الإنقاذ بينما تم انتقاء أربع ملكيات هي إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر.
في برنامج آخر شاركت فيه سميرة سيطايل عرضت صورة على شاشة كبيرة في أستوديو البرنامج من غلاف جريدة ليبيراسيون ليوم 11-09-2023:
قالت سيطايل: غلاف ليبراسيون مثير للقيء.
لم تقل للغثيان، تم تجاوزه. قالت: القيء.
المصدر: وكالات