كشفت معطيات نشرتها وزارة الخارجية الأميركية أن المغرب من بين البلدان المستفيدة من مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا لإعادة ضخّ صادرات الأغذية والأسمدة الحيوية من أوكرانيا إلى بقية العالم عقب الهجوم الروسي.
ويوجد المغرب ضمن الدول المستفيدة من هذه المبادرة التي تسعى لضمان وصول الحبوب إلى الدول التي تحتاجها وتحقيق الاستقرار في الأسواق، حيث تم نقل أكثر من 30 مليون طن متري من المواد الغذائية إلى العالم منذ بدء المبادرة في يوليوز الماضي.
إلى جانب المغرب، استفادت أخرى عدة في المنطقة من المبادرة، مثل الجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان، إضافة إلى إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيرلندا، حيث رست بموانئها بواخر محملة بالحبوب.
وشملت المبادرة أيضا دول منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى دول آسيا، وذلك بالنظر إلى كون أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، إذ تزود السوق العالمية عادة كل عام بحوالي 45 مليون طن من الحبوب.
جاءت هذه المبادرة بعدما تراكمت جبال الحبوب في الصوامع، فيما لم تتمكن السفن من الحصول على ممر آمن من وإلى الموانئ الأوكرانية، بينما لم تكن الطرق البرية قادرة على سد النقص، وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية حول العالم.
تأتي استفادة المغرب من هذه المبادرة التي انطلقت في يوليوز 2022 في ظل مواجهة البلاد موسم جفاف هو الأقوى منذ أربعين عاما، مما زاد من حاجيات الاستيراد من الخارج لسد الخصاص المسجل في الإنتاج المحلي من الحبوب.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد خفّضت توقعات إنتاج الحبوب برسم الموسم الفلاحي 2022-2023 بحوالي 20 مليون قنطار، بسبب ضعف التساقطات المطرية مقارنة بالموسم الفارط.
ولن يتجاوز إنتاج المغرب من الحبوب الرئيسية 55.1 مليون قنطار، مقابل 75 مليون قنطار كما توقعت الحكومة ضمن قانون مالية 2023. وسيتأتى ذلك من مساحة مزروعة قدرها 3.67 مليون هكتار.
ويضطر المغرب سنويا لاستيراد الحبوب من الخارج، خصوصا من الاتحاد الأوروبي وكندا، للاستجابة للطلب المحلي الذي يقدر في المجمل بحوالي 100 مليون قنطار.
المصدر: وكالات