تظاهر مئات من أنصار “جبهة الخلاص الوطني” المعارضة للرئيس قيس سعيّد في العاصمة التونسية، الأحد، للمطالبة بالإفراج عن أكثر من 20 معارضاً تم توقيفهم في الأسابيع الأخيرة في حملة اعتقالات غير مسبوقة.
وردد المتظاهرون الذين تجاوز عددهم الألف شعارات من بينها “حريات حريات دولة البوليس انتهت”، و”أطلقوا سراح الموقوفين” و”يسقط يسقط الانقلاب”؛ كما رفعوا صورا للمعتقلين كتبوا عليها “حرية” و”لا للاعتقالات السياسية والانتهاكات الجسيمة للحريات العامة”.
وكان الرئيس قيس سعيد أعلن تجميد أعمال البرلمان وحله لاحقا، وتولى السلطات في البلاد في 25 يوليوز 2021؛ وهو يتهم الموقوفين بأنهم “إرهابيون” وبـ”التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”، بينما تصف المعارضة حملات الاعتقالات بـ”التعسفية” وتقول إن هدفها ضرب صفوفها.
ورفضت السلطات التونسية، الخميس، طلبًا للجبهة لتنظيم هذه التظاهرة. وبرر محافظ تونس العاصمة في بيان الرفض بـ”تعلق شبهة جريمة التآمر على أمن الدولة ببعض قيادي الجبهة”.
وخاطب شرطي بزي مدني المتظاهرين قبل انطلاق التظاهرة والمسيرة: “من فضلكم التظاهرة ممنوعة ندعوكم إلى احترام القانون”، لكن المحتجين تجاوزوا الحواجز الأمنية للوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة حيث تمركزوا، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.
وقال عز الدين الحزقي، وهو ناشط سياسي ووالد جوهر بن مبارك، القيادي في الجبهة الموقوف، في تصريحات للصحافيين: “الأمن يحمي رئيسا غير شرعي منقلبا ضرب الدولة، يمنعنا من حقنا في التظاهر”، وأضاف: “الرئيس وضع كل المؤسسات بين يديه وقسّم الشعب”.
من جانبه، أكد رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي، في خطاب أمام المتظاهرين، أن “الاعتقالات جزء من سياسة عشوائية تطال المعارضين”، وزاد: “نحن أصحاب قضية وطنية لن نتوقف حتى تعود تونس للديمقراطية والمؤسسات”.
وقالت وزارة الداخلية في بيان، الأحد، إنه “تم إعلام النيابة العمومية بجميع مراحل وملابسات هذا التحرك” الاحتجاجي.
ويلاحق القضاء التونسي نحو عشرين معارضا من الصف الأول للرئيس قيس سعيّد، وإعلاميين ورجال أعمال، بينهم القيادي في “جبهة الخلاص الوطني” جوهر بن مبارك، ورجل الأعمال كمال اللطيف، والوزير السابق لزهر العكرمي، والناشط السياسي خيام التركي، ومدير الإذاعة الخاصة “موزاييك إف إم” نور الدين بوطار، والقيادي في حزب النهضة نور الدين البحيري.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام تونسية الخميس أنه تم توقيف عضوين آخرين في حركة النهضة هما الصادق شورو وحبيب اللوز.
وقالت النهضة في بيان مساء الخميس إن التوقيفات تهدف إلى “بثّ الرعب”، ودعت التونسيين إلى “التظاهر السلمي بقوة” الأحد.
ويصف سعيّد الذي ينفرد بالسلطات في البلاد منذ 2021 الموقوفين بـ”الإرهابيين”، ويتهمهم بـ”التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”.
ولم يصدر القضاء التونسي بعد الاتهامات الموجهة إليهم.
وانتقدت منظمات حقوقية تونسية ودولية حملة الاعتقالات، واعتبرتها محاولة لإسكات الأصوات المعارضة للرئيس.
ويسعى سعيّد إلى استكمال مشروعه السياسي القائم على نظام رئاسي معزّز، ووضع حد للنظام البرلماني الذي أُقر إثر ثورة 2011 التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي ووضعت البلاد على طريق انتقال ديمقراطي فريد في المنطقة.
المصدر: وكالات