لم تتلقّ جمعيات آباء وأولياء التلاميذ مصادقة الحكومة، خلال مجلسها الأخير، على مشروع المرسوم رقم 2.44.144 بشأن علامة مؤسسة الريادة، قدمه شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بالتصور ذاته؛ إذ اعتبر بعضها أن “حصيلة السنة الماضية مازالت غير واضحة”، فيما شددت أخرى على أن “تعميم هذه العلامة يكرس فعلاً جودة التعليم ويواصل مسار الإصلاح”.
“تصوّر شمولي”
معروف عباس، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، قال إن “مصادقة الحكومة على المرسوم الذي يهم مؤسسات الريادة الذي قدمه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يتطلب الكشف أولا عن حصيلة هذه المدارس إلى حدود اللّحظة، لكونها غير معروفة”، مؤكداً أن “علينا أن نتريّث حتى نرى نتائج الامتحان الإشهادي الخاص بالمستوى الابتدائي لنعرف طبيعة النّتائج”.
وأورد عباس، ضمن تصريح لهسبريس، أن “العديد من التجارب تم الحديث عنها لكن آثارها وثمارها كانت محدودة داخل قطاع التربية والتعليم”، موضحا أن “العديد من جمعيات الآباء لم تستسغ كثيرا الطريقة التي جرى بها تداول ما يسمى مدرسة الريادة، لكونها مازالت تفتقد لبنية تحتيّة حقيقية، وحتى الأساتذة المنخرطون فيها لم يتوصلوا بمستحقاتهم، بالنظر إلى الاتفاق على أنها لن تصرف إلا عند متم الموسم”.
وأبرز رئيس الجامعة سالفة الذكر أن “التنزيل مازال يعرف نوعاً من الخصاص والمحدودية”، مشيراً إلى أن “تعميمها على كلّ المدارس ضرورة مستعجلة لنضمن تكافؤ الفرص عند الوصول إلى المستوى الإعدادي الذي لا بد أن يكون حاضنا لهذه البرامج بدوره، ضماناً لاستمراريتها”، وزاد: “لا بد أن تكون متواصلة منذ الابتدائي، وذلك لتكون النتيجة النهائية هي تلميذ نجيب وبقدرة تحليلية ووعي نقدي متميز”.
“مشروع واعد”
نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، قال إن “المصادقة على تأهيل مدارس الرّيادة من طرف الحكومة يمثل نوعاً من تفعيل الإصلاح الذي نرى هذه المرة أنه يتأجرأ على أرض الواقع مقارنة بالعديد من البرامج الماضية التي لم تجد طريقها إلى التنزيل”، معتبراً هذه المبادرة نموذجيّة ومن شأنها محاربة التّفاوتات بين التلاميذ والتلميذات.
وأضاف عكوري، ضمن تصريح لهسبريس، أن “التعلمات كانت تطرح مشاكل كبيرة في قطاع التربية الوطنية، ضمنها تحد متعلق بكون التلاميذ لا يستطيعون مسايرة أقرانهم، ووجود نقص وهدر مدرسي، وحتى الكفايات الأساسية التي يتم تعلمها في الابتدائي تكون مشروخة بحدة كبيرة”.
وأبرز المتحدث أن “هذه المدرسة تشعر التلميذ وأسرته بأن هناك إصلاحا”، وأورد أنه “حين يكون التلميذ داخل المؤسّسة يعرف مسائل عديدة، ويصبحُ مندمجاً مع أصدقائه ومتكافئا معهم. ولهذا، تجربة مدرسة الريادة صار عليها إقبال كبير الآن، ومن أساسياتها ضمان عدد معقول من التلاميذ في الأقسام لأجل محاربة الاكتظاظ، فضلا عما تقدمه من أنشطة ودعم موازيين”.
تجدر الإشارة إلى أن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد، خلال الندوة الصحافية التي عقدت بعد المجلس الحكومي، الخميس، أن “هذه المؤسسات تندرج ضمن مستجدات الإصلاح التربوي الذي تقوم به الحكومة لإصلاح المنظومة التربوية”، وأن برنامج مؤسسات الريادة “برنامج مهيكل يستهدف تحسين عملية التعلم عبر اعتماد مقاربات جديدة في التدريس”.
المصدر: وكالات