استطاع المسلسل المصري “تحت الوصاية” اكتساح جوائز مهرجان القاهرة للدراما، وذلك بعدما حصد إعجاب فئة واسعة من الجمهور والمهتمين بالإنتاجات العربية، والدراما المصرية على الخصوص، خلال شهر رمضان الماضي، نظرا لتسليطه الضوء على مشاكل وقضايا تهم المرأة وتطرقه لموضوع قانون الوصاية في حال وفاة الأب وقانون الميراث.
وحصل “تحت الوصاية” على جائزة أفضل مسلسل، متفوقا على باقي الأعمال المشاركة، فيما توجت الفنانة منى زكي بجائزة أفضل ممثلة بإجماع أعضاء لجنة التحكيم، وأفضل ممثلة بناء على تصويت الجمهور، عن دورها بطلة للمسلسل.
وفاز كذلك مدير التصوير بيشوي روزفيلت بجائزة أفضل تصوير، وذهبت جائزة أفضل توضيب لأحمد حافظ، وجائزة أفضل ممثل دور ثان كانت من نصيب الفنان رشدي الشامي مناصفة، كما فاز الممثل عمر شريف بجائزة أفضل ممثل صاعد مناصفة، وحصل المخرج محمد شاكر خضير على جائزة أفضل مخرج، ليسيطر العمل الذي أثار جدلا واسعا على أغلب جوائز المهرجان في دورته لسنة 2023.
وفي هذا السياق، قال الناقد المغربي فؤاد زويرق إن الجوائز التي حصل عليها مسلسل “تحت الوصاية”، المكون من 15 حلقة فقط، “مهمة ومستحقة؛ لأنه خلق هذه السنة الاستثناء، ووشّح من طرف الجمهور والنقاد بوسام التميز، وكان بلا شك أجمل وأهم عمل درامي مصري في الموسم الدرامي الفائت، وجماليته تكمن في أنه اهتم بكل العناصر الإبداعية والتقنية من الرؤية الإخراجية المتميزة، وجماليات التصوير، وحسن اختيار الممثلين، والتشخيص الرهيب لكل الممثلين دون استثناء، والموسيقى التصويرية والحوار، كما أنه أشعر المشاهدين بالانتماء إليه وجعلهم يسائلون معه المجتمع الذكوري دون الدخول في الوعظ والخطابة المباشرة”.
وأضاف الناقد المغربي أن الأهم من كل ما سبق، أن المسلسل “ناقش بشكل مقنع وذكي قانون الوصاية، وأبرز مساوئه إبداعيا عن طريق اعتماد خلطة معقدة وصعبة في المعالجة، قد يتوهم المُتلقي أنها سهلة وأنها اعتمدت على خط سير واحد لم تحد عنه، لكنها ليست كذلك على الإطلاق، فالتعقيد يكمن في التشعب وتشابك الخيوط الدرامية بشكل ذكي ومدروس رغم أن الحدث واحد غير متعدد، في مثل هذه الحالة يصعب أن تناور وتخلق عوالم مختلفة ومتنوعة تخرجك من فخ الملل والتمطيط”.
وأبرز الناقد المغربي أن صناع العمل “نجحوا في جذب المُشاهد بإعطائه عملا متقنا من كل النواحي، لم يستخدموا فيه الإثارة الصاخبة الرنانة التي ينتهي مفعولها مع نهاية كل حلقة، لكنهم دسوا فيه جرعات خافتة بهدوء بعيد كل البعد عن المبالغة والميلودراما، وهذا ما جعله يستحق أن يكون أفضل مسلسل درامي لهذه السنة”.
وكان الناقد الفني المصري محمد سعد الدين قد أشار إلى أن المسلسل “حمل بين طياته رسائل قوية، وكشف جانبا من معاناة المرأة الأرملة مع عائلة زوجها والصعوبات التي تصادفها في رحلة البحث عن حقوقها”، موردا أن العمل ككل “يعد بمثابة صرخة من أجل إعادة النظر في القوانين والإجراءات المتعلقة بالوصاية في مصر”.
وتابع سعد الدين، في حديث مع هسبريس، أن “الهدف الرئيسي للفن وقوته يمكنان في تسليط الضوء على هذه الظواهر الموجودة بالمجتمعات العربية لإيجاد الحلول المناسبة لها أو المساهمة في تغييرها على أرض الواقع”، معتبرا أن الهجوم الذي تعرض له المسلسل خلال فترة الترويج له، “كان ظالما وسابقا لأوانه؛ لأنه مع عرضه برهن على تكامله وتميزه عن باقي الإنتاجات المعروضة في الفترة نفسها”.
يشار إلى أن مسلسل “تحت الوصاية” من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، ويجسد بطولته كل من منى زكي، ودياب، وأحمد خالد صالح، ونهى عابدين، ورشدي الشامي، ومها نصار، وعلي الطيب، وأحمد عبد الحميد، ومحمد السويسري، بالإضافة إلى آخرين.
وتدور قصته حول أرملة أم لطفلين تحاول بكل جهدها إثبات حقوقهما بمحكمة الأسرة، حيث تنقل أحداث العمل رحلة هذه الأخيرة التي اختارت مهنة الصيد من أجل كسب قوت أسرتها، الأمر الذي يجعلها محط نقاشات مجموعة من الصيادين الرجال الذين يرفضون أن تزاول معهم هذه المهنة..
المصدر: وكالات