علق المخرج المغربي إسماعيل فروخي، الذي بدأ مشواره السينمائي في فرنسا، على أدائه بالقول: “الطاقة الكبيرة التي ارتبطت ببداية مشواري دفعتني حينها إلى الاشتغال بوتيرة كبيرة، لكن توالي السنوات والانشغال ببعض الالتزامات الأسرية ساهما في عدم إخراج أفلام جديدة من 2011 إلى 2020”.
جاء توضيح إسماعيل فروخي خلال مروره ضمن برنامج المواجهة “FBM” للناقد والإعلامي بلال مرميد، الذي يبث على قناة “ميدي 1 تيفي”، حيث حاول مخرج “Le grand voyage” سنة 2004 و”Les hommes libres” سنة 2011 بسط الظروف التي ساهمت في غيابه طيلة 9 سنوات، قبل أن يُخرج فيلمه الجديد “Mica” سنة 2020.
في هذا الإطار، قال فروخي: “حين أرغب في إخراج فيلم ما لا أهتم بما يريده الناس، وإنما أشتغل على المواضيع الصادرة من قلبي، إضافة إلى أنني أبذل مجهودا في إعداد السيناريوهات وضبطها والحرص الدائم على إنتاج أفلام في المستوى، مما يتطلب مني وقتا وجهدا كبيرين”.
وعن علاقته بالسينما منذ الصغر، أوضح فروخي أن والدته كانت عاشقة للأفلام التلفزية، خاصة “سينما منتصف الليل”، لكنها لم تكن قادرة على فهمها أو تتبع تفاصيلها، لذلك كانت توقظه كل يوم أحدٍ لكي يشاهد معها الأفلام ويتكلف بترجمتها وشرح مجرياتها، مؤكدا أنه كان يتعمد أحيانا تغيير بعض الوقائع في الفيلم كلما بدا له أن الحقيقة ستحرج والدته.
وتطرق ضيف بلال مرميد لأعماله الأولى، قائلا: “بعد العمل الأول الذي يحمل عنوان L’exposée، أجريت محاولة للعمل على فيلم بوليسي، وهو ما تحقق لي في فيلم Petit ben، قبل أن أخوض رهان إخراج فيلم الرحلة الكبرى (Le grand voyage) الذي تطلب المرور عبر مجموعة من البلدان كبلغاريا وتركيا وسلوفينيا وصربيا وإيطاليا… وصولا إلى مكة المكرمة”.
وعن عمله “Les hommes libres”، قال إسماعيل فروخي: “الموضوع الذي تطرق إليه الفيلم كان جديدا بالنسبة لي، وبالتالي كان من الصعب الإحاطة به من مختلف جوانبه بسبب حساسيته أولا، إضافة إلى النقاشات التي خلقها خلال مرحلة الإعداد”.
وأضاف: “الطاقة التي ظهرت في فيلم الرحلة الكبرى ضعُفت في فيلم الرجال الأحرار بسبب الضغط الذي عشتُه بسبب طبيعة الموضوع، حيث كُنت مضطرا إلى الاقتصار على الوقائع التاريخية فقط، دون إمكانية التمتع بالحرية السينمائية والفنية لإخراج فيلم في المستوى المطلوب”.
وبخصوص فيلم “Mica” الذي نال عددا من الجوائز، آخرها جائزتان في المهرجان الوطني للسينما بطنجة، قال فروخي: “اعتقدتُ أنه بإمكاني إخراج هذا الفيلم إلى حيز الوجود بسرعة للمرور إلى تجربة أخرى، لكنني تفاجأت منذ البداية بغياب الدعم المعتاد في فرنسا”.
وأضاف المخرج المغربي، في السياق ذاته، أنه لولا المركز السينمائي المغربي وبعض الموارد المالية الأخرى، لما تمكن من إنجاح فيلم “Mica”، مشيرا إلى “صعوبات أخرى ارتبطت بقضاء وقت طويل في البحث بهدف العثور على الطفل الذي لعب دورا مهما في الفيلم”.
المصدر: وكالات